الموسيقار محمد عبدالوهاب أجاد تلحين وغناء قصائد كثيرة، وفى مقدمة ذلك: «الجندول» و«الكرنك» و«همسة حائرة» و«عندما يأتى المساء» و«دعاء الشرق» و«مصر نادتنا فلبينا نداءها» و«فلسطين»، والأخيرة ترنم بها عام 1948 أثناء حرب فلسطين، وكم تغنى مطربون عرب بفلسطين، لكن فلسطين عبدالوهاب هى الخالدة والأشهر، وتحت يدى تسجيلها وقد مزج مقدمتها الموسيقية بلمحة دينية جميلة وفى غنائه لهذا البيت «أخى قم إلى قبلة المسجدين، لنحيى الكنيسة والمسجدا»، فإنه يؤدى كلمة «المسجدا» وكأنه يؤذن للصلاة بجمال رائع، و«فلسطين» و«الجندول» و«كليوباترا» من شعر على محمود طه، أما أغانيه باللغة العامية فهى كثيرة وجميلة مثل «الحبيب المجهول» و«حياتى أنت» و«القمح الليلة» و«إنت إنت» و«يا ورد مين يشتريك» و«أحب عيشة الحرية»، أما أغنية الفن فقد غناها للملك فاروق، ملك السابق، وأبدع عبدالوهاب مقدمتها الموسيقية؛ حيث أدخل فيها عزفاً منفرداً على الكمان والقانون، ثم ألحق بهما الأوركسترا، علماً بأن الفن الموسيقى هو أرقى أنواع الفنون، وقد قال الفيلسوف الألمانى شوبنهاور: «الموسيقى هى أقوى من العالم المرئى وضوحاً، والمنطق الذى أبدعه الإنسان».