وقع انفجار فجر أمس أمام منزل المستشار معتز خفاجى، رئيس محكمة جنايات الجيزة بمنطقة وادى حوف بحلوان، أسفر عن إصابة 4 أشخاص من جيران المستشار، بينهم طفلة عمرها 5 سنوات، وتحطمت 5 سيارات وواجهة منزل المستشار، ونجح أفراد الحراسة فى القبض على أحد المتهمين، وتبين أنه «صيدلى»، وتمكن آخر من الهرب. وأوضحت تحريات المباحث وأقوال شهود العيان أن المتهميْن حضرا فى الساعات الأولى من فجر أمس وترجّلا من سيارة أجرة «تاكسى»، ووقفا قرب منزل المستشار لعدة دقائق، ثم زرعوا القنابل. وأكدت التحريات أن أحد أفراد الحراسة شاهدهما أثناء زرع القنابل، فوقعت مطاردة مع المشتبه فيهما لمدة 15 دقيقة، وتمكن فرد الحراسة من القبض على أحدهما بينما هرب الآخر. وكشفت التحريات والمعاينة أنه أثناء المطاردة وقع الانفجار، ما أثار الفزع والخوف. وأوضحت التحريات أن المستشار يسكن بمنزل مكون من 4 طوابق وأن المنزل قريب من محطة مترو «وادى حوف». ورجّحت التحريات أن المتهم المقبوض عليه من ضمن تنظيم «أجناد مصر» الإرهابى. وانتقل فريق من النيابة ورجال المفرقعات ومشطوا المنطقة، وأشارت المعاينة إلى أن الجناة زرعوا القنابل ووضعوا فيها شرائح تليفون وفجّروها عن بُعد، وتبين عدم وجود أى كاميرات مراقبة بمنزل المستشار. والتقت «الوطن» بالمستشار معتز خفاجى داخل منزله بعد الحادث، وقال إنه فوجئ بالحرس يطرق الباب فى الخامسة فجراً، ويخبره بالعثور على 3 قنابل أمام المنزل، وقال إنه أجرى اتصالاً بالأجهزة الأمنية وأبلغهم تفاصيل الواقعة. وأضاف: «بعدها علمت بتمكن أفراد الحراسة من القبض على أحد المتهمين وهذه الواقعة هى المحاولة الثانية لاغتيال أعضاء دائرة محكمة الجيزة بعد تفكيك قنبلة قرب منزل المستشار سامح سليمان عضو اليمين بمنطقة الشوبك». وتابع المستشار قائلاً: «قبل التوجه إلى المحكمة يتجمع أعضاء الدائرة أسفل منزلى، والحادث كان بغرض استهداف أعضاء الدائرة بالكامل، والإرهابيون يحاولون إخافتى وأعضاء الدائرة لمنعنا من الفصل فى قضايا الإرهاب وإنزال العقوبة لمن تثبت إدانته فى وقائع التخريب». وأضاف المستشار معتز خفاجى أنه تم تعيين حراسة عليه منذ توليه نظر قضايا الإرهاب، وأبرزها محاكمة المتهمين فى مكتب الإرشاد وخلية أكتوبر وأجناد مصر وخلية الصواريخ، وأن أفراد الحراسة مكلفون بتأمينه، وأنهم نجحوا أمس فى إحباط محاولة اغتياله بيقظتهم ومطاردتهم للجناة وضبط أحدهم عقب مطاردة. وعن طقوس يومه، قال «خفاجى»: «أستيقظ مبكراً وأصلى وأقرأ ما تيسر من القرآن، وأتحرك إلى المحكمة، فيما يتولى طاقم حراسة على أعلى مستوى عملية تأمينى وأتحرك أنا وزميلاى عضو اليمين وعضو اليسار إلى المحكمة، ونلتقى هنا أمام منزلى، والشهر الماضى حاول بعض الإرهابيين اغتيال المستشار سامح سليمان عضو اليمين وزرعوا قنبلة أمام منزله، ونجح خبراء المفرقعات فى تفكيكها، ومن يومها تأكدت أننا مرصودون وأننا هدف لهؤلاء الإرهابيين». وعن واقعة أمس، قال: «مطاردة استمرت قرابة 20 دقيقة فى الشارع لمسافة 1500 متر بين أفراد الأمن المكلفين بحراستى وبين الإرهابيين اللذَين زرعا العبوات الناسفة أمام منزلى وانتهت المطاردة بضبط أحد المتهمين وهو صيدلى وفر الثانى هارباً». وأضاف «خفاجى» أنه خرج بعد الواقعة إلى شرفة منزله: «أنا واقف أهو اللى عايز ييجى منهم ييجى». وأوضح: «قبل التوجه إلى المحكمة يتجمع أعضاء الدائرة أسفل منزلى فضلاً عن سكرتارية الجلسة والحاجب ونتحرك معاً، والحادث كان بغرض استهداف أعضاء الدائرة بالكامل، والإرهابيون يحاولون إخافتى وأعضاء الدائرة لمنعنا من الفصل فى قضايا الإرهاب وإنزال العقوبة بمن تثبت إدانته فى وقائع التخريب، وعايز أقول إن القضاة لا يخافون من تهديدات الإرهاب ويبتغون وجه الله فى عملهم، وأعلم من مصادرى الخاصة أن اسمى ضمن قائمة الاغتيالات، وأقول للمصريين بشكل عام: إن المصرى الحقيقى هو من يخاف على بلده ويحبه، أما الإرهابيون فلا وطن لهم ولا انتماء إلا لفكر الجماعة الذى يهدف لسفك الدماء ونشر الفوضى والفساد فى البلاد، وتحيا مصر». يذكر أن المستشار خفاجى ينظر قضايا الإرهاب فى محكمة أكتوبر بطريق «القاهرة - الإسكندرية» الصحراوى ومن بينها قضية «أحداث مكتب الإرشاد» وقضية تنظيم «أجناد مصر» الإرهابى، و«خلية الصواريخ» التى تتضمن 36 متهماً، إضافة إلى نظر قضايا محاكمة المتهمين فى اغتيال المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك.