يعتلي المنصة شامخًا كصفة التي ينتمي لها، يُصدر أحكامًا بكل هدوء، واثقًا في حسن اطلاعه وطرح دعواه على بساط البحث، ومن عميق بحثه في أوراق القضية وملابساتها، يستمع لمرافعة الدفاع والنيابة العامة ويسمح للمتهم بالحيث دفاعًا عن نفسه دون أن يجد ضيقًا في ذلك، وبعد تكوين العقيدة واستطلاع آراء عضوي دائرته المستشارين سامح سليمان داود ومحمد محمد عمارة، يصدر الحكم ويصبح للإرهاب قاضٍ يردعه. المستشار معتز مصطفى خفاجي، نظر العديد من القضايا المهمة التي شغلت الرأي العام، منها قضايا مكتب الإرشاد، ومقتل اللواء نبيل فراج، وخلية أكتوبر الإرهابية، وقضية قتل القطب الشيعي حسن شحاته، عُين المستشار خفاجي معاونًا بالنيابة العامة في عام 1976، بنيابة المعادي وحلوان، وتدرج في المناصب حتى وصل القضاء بدرجة رئيس محكمة لمدة سنتين، ثم عاد للنيابة العامة مرة أخرى رئيسًا لنيابة المعادي وقضي فيها 11 سنة، ثم نُدب إلى مكتب التحفظ على الأموال بمكتب النائب العام، ومنها إلى نيابة استئناف القاهرة. وعاد المستشار خفاجي مرة أخرى إلى محكمة الجنايات، ثم نّدب إلى المكتب الفني بوزارة العجل واستقر مؤخرًا في محكمة الجنايات بدرجو رئيس محكمة. وبعد ثورة 30 يونيو، نظر المستشار خفاجي قضايا متعلقة بجرائم الإخوان وما انبثق منها، وكانت الأحكام الرادعة جزءً وفاقًا لسوء صنيع المتهمين، حيث أصدر حكمًا بإعدام 12 متهمًا في قضية اللواء نبيل فراج على مشارف مدينة كرداسة، كما حكم في قضية خلية أكتوبر الإرهابية والتي بها 7 متهمين عاقب 5 منهم بالإعدام، وآخر القضايا التي ينظر فييها أصدر أحكامًا فيها هي قضية أحداث مكتب الإرشاد، التي انتهت بمعاقبة 4 بالإعدام و14 آخرين، ومازال المستشار خاجي ودائرته ينظرون قضية القطب الشيعي حسن شحاته التي تُنظر جلستها في معسكر الأمن المركزي بأكتوبر. ونظر المستشار خفاجي، قضية "أحداث مكتب الإرشاد" بعد تنحي دائرتين عنها، وتولاها في فبراير الماضي، وعلى مدار عام كامل استمعت المحكمة في جلساتها لمرافعة الدفاع والنيابة العامة ولطلبات الدفاع متحدية كل المعوقات التي تسمح للمتهمون ودفاعهم لتنحية المحكمة، إلا أن حزم المحكمة منع من افتعال المشاجرات، حتى أصدرت حكمًا كان بمثابة عنوانًا للحقيقة.