يحاولون عبور بركة مياه الصرف الصحى، يتجهون بالسيارة الفارهة إلى طرف الطريق، محاولين الابتعاد عن المستنقع الذى يتوسط الشارع، يخشون تعطل السيارة فجأة، أو ارتطامها بحجر فى طريقها، فيما تزكم أنوفهم روائح كريهة، مغامرة يومية تضطر أسرة «سامى»، للقيام بها، أثناء خروجها ودخولها من وإلى المنزل، بمنطقة فيلات ألماظة بحى مصر الجديدة: «فين المسئولين، أومال اللى عايشين فى بيوت صفيح أوضاعهم عاملة إزاى؟». انتقد «سامى» غياب المتابعة والرقابة من مسئولى الحى وجهاز المدينة، أجرى عدة اتصالات للإبلاغ عن تسريب ماسورة الصرف، لكن دون حل حقيقى، فى كل مرة تحدث عمليات ترميم جزئية، ليعود التسريب مجدداً بعد أيام، وربما خلال ساعات قليلة: «الميه مابتلحقش تنشف على الأرض، الحى يصلح المصرف من هنا ويومين ويرجع تانى، كأنهم بيعملوا إصلاح مؤقت لأداء الواجب». على مدار 10 أشهر من قدومه إلى الحى، لم ير الشارع المطل على منزله خالياً من مياه الصرف الصحى، سواء فى صيف أو شتاء: «كل ما نكلم الجهاز ييجوا يصلحوه ويبوظ تانى، كأنى نقلت من شقتى اللى فى العاشر، عشان أعيش وسط المجارى بمصر الجديدة»، ساخراً: «إحنا نمشى بفلوكة أحسن من العربيات». قراره بنقل السكن فى البداية، كان مدفوعاً برغبته فى تحسين محل الإقامة لأبنائه، لكنه اكتشف أن الأمر أسوأ مما كان عليه: «لسه ساكن جديد، والمفروض إنى نقلت عشان عيالى يبقوا فى مكان أحسن، من شقة لفيلا ومن مكان عادى لمكان أرقى، لكن لما سألت جيرانى قالوا لى إن المنطقة بقالها سنة على الحال ده». محمد مرزوق، أحد مسئولى حى فيلات ألماظة، قال إن الحى لجأ لإصلاح التسريب جزئياً أكثر من مرة، لأنه فى حالة التغيير الكلى لمواسير الصرف، سيتم قطع المياه عن المنطقة لفترة طويلة: «بقالنا 9 شهور بنصلح المصرف بشكل جزئى، لأن لو تم تغييره كله مرة واحدة الميه هتقطع عن المكان لمدة طويلة، والناس مش هتتحمل وهتشتكى لانقطاع المياه»، موضحاً أن الحى أعد خطة لإصلاح المصرف مع تجنب انقطاع المياه، دون تحديد مهلة تنفيذ تلك الخطة، لتظل الأزمة مستمرة حتى «يأتى الفرج»، أو تعود أسرة «سامى» لمحل إقامتها القديم.