ضحى بنفسه في سبيل إنقاذ أشخاص لا يعرف عنهم شيئًا، وخلع ملابسه ليقفز داخل مياه النيل، دون معرفة كيف يقدر على الخروج منها، وفي بضعة ثوانِ قليلة من التفكير كان إبراهيم البرلسي، قد أخذ قراره ليحاول إنقاذ الغارقين معرضًا حياته للخطر، لكن ما حدث بعدها جعل أهالي قرية ميت السودان يدخلون في حالة كبيرة من الحزن. بعد آذان صلاة فجر اليوم الخميس، كان «إبراهيم» ينهي عمله ب«كافيه» يطل على النيل بمحافظة الغربية، وفجأة سمع صوتًا جعله ينتفض، ويرفع عينيه ليرى مشهد مخيف لسيارة سوزوكي بها 5 أفراد تتعرض لحادث وتسقط داخل المياه. محمد الزواوي، 33 عامًا، أحد أهالي القرية، يروي ل«الوطن» أن السيارة السوزوكي التي تحتوي على 5 أشخاص، كانت متجهة إلى المطار، وتحمل شقيقين وابن أحدهما والسائق وشخص آخر، وأثناء سيرها على الطريق حدثت الواقعة المؤلمة، التي جعلت السيارة تنقلب داخل مياه النيل. في الوقت ذاته كان «إبراهيم» يجري مسرعًا رفقة شقيقه، وقفز في المياه محاولاً فعل شئ ينقذ ضحايا الحادث، لكنه غرق رفقة جميع من في السيارة. شقيق الشاب المتوفي ينجو من الحادث يؤكد «الزواوي» أنّ «إبراهيم» لم يقفز بمفرده، لكن كان معه شقيقه الذي نزل أيضًا معه، وجرى إنقاذ حياته، مضيفًأ: «كل اللي كانوا في الواقعة ماتوا ومحدش عاش غير شقيق إبراهيم اللي كان شغال معاه في الكافيه، الناس اللي في العربية السوزوكي كلهم من قرية اسمها كتامة في مدينة بسيون، وإبراهيم من قرية تانية اسمها ميت السودان». إنهاء إجراءات الضحايا في مسشتفى جامعة طنطا جميع ضحايا الحادث جاري الآن إنهاء إجراءات دفنهم، بعد أن أتت سيارة الإسعاف ونقلتهم إلى مستشفى جامعة طنطا بمحافظة الغربية، وصور الضحايا نشرها الأهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن حزنهم الشديد لرحيل المفقودين، خاصة الشاب الذي ضحى بحياته فداءًا لأشخاص لا يعرفهم.