بداية "داعش" بحسب صحيفة "دير شبيجل" الألمانية كانت عندما ذهب «حجى بكر» إلى سوريا عام 2012، وكانت خطته الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضى السورية، واستخدامها جسراً لغزو العراق، وأقام «بكر» فى مدينة «تل رفعت» الواقعة شمال محافظة «حلب» السورية وكان اختياراً جيداً له، إذ إن كثيراً من سكان «حلب» سافروا للعمل فى الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية منذ عام 1980، وعندما عادوا كانوا على قناعة ببعض الأفكار المتطرفة ولديهم اتصالاتهم. وفى 2013 باتت «تل رفعت» معقلاً لمئات من المقاتلين المتمركزين هناك فى محافظة «حلب». وكان هناك «بكر» أو «أمير الظلام» كما دعاه البعض، يرسم بعناية الهيكل التنظيمى ل«داعش» من المستويات العليا فيه حتى مستوى المحليات والقرى والمسئوليات الفردية لكل مستوى، وأماكن الإقامة والأثاث وكامل التفاصيل بشأن التنظيم، مستخدماً فى ذلك القلم الحبر الجاف ويوضح كذلك حتى تسلسل المسئوليات الأمنية. وتابعت: «هذا المخطط الذى تم تنفيذه بعناية مذهلة فى الشهور السابقة، وكانت البداية فى كل مكان تبدأ بنفس الخطة والتفاصيل: التنظيم يجند أتباعه من خلال افتتاح مكتب الدعوة الإسلامية ومن بين أولئك الذين يحضرون للاستماع إلى المحاضرات والدورات عن الحياة الإسلامية فى المكتب يتم اختيار واحد أو 2 من الرجال وإعطاؤهم تعليمات بالتجسس على القرية التى ينتمون إليها والحصول على مجموعة واسعة من المعلومات عن القرية. وتحقيقاً لهذه الغاية فإن قوائم حجى بكر تضمنت قائمة بأسماء العائلات والأسر القوية فى القرى والمناطق، وأسماء الشخصيات التى لها نفوذ فى هذه العائلات. وضمت كذلك قائمة تحدد أسماء وحجم المعارضين المسلحين للنظام السورى فى القرية. ومعرفة أسماء قادتهم والميول السياسية لهم، كما شملت القائمة معرفة أنشطتهم غير المشروعة، المخالفة للشريعة الإسلامية وفقاً لهم، التى يمكن استخدامها لابتزازهم عند الضرورة». وأضافت: «طلب بكر من الجواسيس أن عليهم أن يلاحظوا مثل هذه التفاصيل، إذا كان شخص يقوم بنشاط إجرامى أو يكون مثلى الجنس أو متورطاً فى علاقة سرية، ليكون سلاحاً للابتزاز فى وقت لاحق». ووفق الوثيقة، فإن «بكر» قال إن «التنظيم سيعين الأشخاص الأقوياء والأذكياء فى منصب شيخ شريعة، كما سيتم تدريبهم بعد ذلك.. وبعض الإخوة سيتم اختيارهم فى كل قرية للزواج من بنات الأسر ذات النفوذ الأكبر ليتمكنوا من التغلغل فى تلك الأسر دون علمهم». ومن بين المعلومات المطلوبة من الجواسيس فى القرى معلومات عمن يعيشون فيها ومن يتولون مسئوليات فيها، وأى الأسر معروفة بتدينها، وإلى أى من المذاهب الفقهية تنتمى، وكذلك عدد المساجد فى القرى ومن هم الأئمة الذين يتولون تلك المساجد وزوجاتهم وعدد أبنائهم وأعمارهم. كما شملت المعلومات كذلك خطب هؤلاء الأئمة وهل هم منفتحون على الصوفية أم لا؟ وموقفهم من النظام، معه أم ضده؟ وتفاصيل أخرى عن مرتب كل إمام، وما إذا كان يحصل على مرتب أم لا؟ ومن يدفعه له؟ ومن يعينه؟.