لم ينته العبث الصادر من الجماعات المتأسلمة حول الخلافة الإسلامية إلا و نجد عبثاً جديداً يأتي من الشرق على يد أحفاد دولة فارس لإعادة تأسيس الامبراطورية الفارسية الجديدة التي سوف تحكم السيطرة على حكومات الدول المجاورة دينياً و سياسياً. وبرغم أن كلا الجانبين يدعي التمسك بالفكر الإسلامي و العقيدة الإسلامية و يدافع عنها إلا أنك تجدهم يتقاتلون شمالا ًفي العراق و سوريا في حرب يملك الشرعية فيها التيار الشيعي الحاكم للعراق و سوريا و الموالي لإيران ضد الدواعش المنتمون – على حد قولهم – للسنة، و جنوباً بين أصحاب الشرعية السياسية من السنة في اليمن ضد الحوثيين- الشيعة- الموالين لإيران أيضاً، و مابين أوهام الخلافة و أحلام الامبراطورية تضيع الكثير من حقوق الشعوب التي لا ترغب إلا في عيشاً كريماً. إذن فالمتقاتلون جميعاً يدينون بدين الإسلام، و لا يحاربون من أجل نصرة قضية إسلامية كتحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الصهيوني مثلاً ، أو إنقاذ الأقليات المسلمة المضطهدة و المعذبة في بعض الدول. عبث آخر تجده يأتي من الغرب حيث يحارب المسلمون بعضهم في ليبيا من أجل السيطرة السياسية و لكن في إطار ديني ، كل هذا جعل من السهل إنتشار الأفكار المشوشة و المتطرفة في كافة أنحاء الوطن العربي ، و من بينها مصر التي ظهرت على أرضها جماعة فاشلة تدعى أنصار بيت القدس الذين يحاربون لتحريره بين سيناء و القاهرة. نعود للفكر الامبراطوري الايراني الفارسي ، كنا نسمع في حقب سابقة عن المد الشيعي و رغبة إيران المستمرة لنشر المذهب الشيعي بين المسلمين، و لكن يبدو أن المد الشيعي كتوجه لم يعد يكفي الإدارة الإيرانية فاستبدلوه بالمد الفارسي، وصاروا يدعمون رجالهم في كافة أنحاء الأرض التي يصلون إليها، حتى تصريحاتهم بإرسال المدد اللوجيستي و العسكري للحوثيين للسيطرة على مضيق باب المندب. لكنهم نسوا في غفلة زهوتهم أنهم يطلقون أسهم التحدي للإمبراطورية الفرعونية المصرية التي صدت جميع الأطماع القادمة من الشرق و الغرب ، نسيوا أيضاً أن الامبراطورية الفارسية كانت تدين بالولاء لحكام و ملوك مصر العظمى، عبثاً يفكرون، عبثاً يحلمون.