الإمبراطورية العثمانية تعود من جديد عبر تركيا – اردوغان وحليفته قطر على يد الإخوان وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة. والإمبراطورية الفارسية تعود عبر إيران – روحاني على يد الحوثيين باليمن وذراعها السياسي حزب الله والحرس الثوري الايرانى وليس بين الإمبراطورتين فارق كبير فكلاهما واحد والهدف واضح وهو السيطرة على المنطقة تحت وهم وزعم خلافة المسلمين سنة من ناحية وشيعة من ناحية أخرى كل حسب مذهبه والدين برئ من الخلافتين التركية والإيرانية لان هدفهما ليس الدين بقدر ما هو السيطرة والهيمنة على الخليج العربي قوهما بعودة دولتى الشام والفرس من جديد . لكن مصر والسعودية وبعض الدول العربية كان لها رأى آخر حيث بادرت السعودية على الفور بالهجوم الجوى على معاقل وأهداف الحوثيين باليمن بعدما استشعرت الخطر البالغ على أمنها القومي ويحرص الحوثيون ومن رائهم إيران التقدم من ناحية الشمال للسيطرة على نجران وجازان ثم التقدم نحو مكة والطائف وذلك لإحياء مد الفكر الخومينى بمنطقة الخليج العربى مثلما كان يحلم وتحقق لروحانى بعضا من هذه الأحلام بالتمدد نحو سوريا والعراق وجنوب لبنان وصولا إلى اليمن ثم السعودية وهكذا حتى يتم السيطرة على المنطقة بالكامل بنفطها وأموالها ومضايقها وباب المندب ..الذى يشكل ممرا بالغ الأهمية للتجارة العالمية إذ يمر عبره ثلث التجارة العالمية تقريبا .
ومن هنا يأتى صراع المصالح والمكاسب بين الدول الكبرى والصغرى والسؤال لماذا بادرت تركياوقطر لمحالفة السعودية ومؤازرتها فى الهجوم على اليمن برا وجوا وبحرا وتؤيد كل الدول التي تساهم في الضربات اليمنية ليس حبا في اليمن والسعودية ولكن لان الأطماع الإيرانية في المنطقة تقف حائلا أمام أطماع تركياوقطر وموقف تركيا واضح فهي تحارب بشدة المد الشيعي الايرانى في المنطقة لعدم عودة الإمبراطورية الفارسية من جديد وعلى النقيض يأتي الموقف العراقي والسوري مناهضا للسعودية ومؤيدا للحوثيين والشيعة فى اليمن فكل يلعب على ليلاه والأطماع والمصالح سيدة الموقف . لكن هل للاتفاق النووي الايرانى – الامريكى دور فيما يحدث فى اليمن؟ إذ رجعنا بالزمن قليلا ستتضح لنا الإجابة عن هذا السؤال.. حلم الإمبراطورية الإيرانية سعى إليها الخومينى قديما بعدما احضره الأمريكان من باريس إلى طهران لتحقيق أهداف إسرائيلية وأمريكية بالمنطقة فأمريكا لاتريد سوى إبرام الاتفاق النووي الايرانى لخلق مظلة نووية لها بدول الخليج علي غرار قواعدها العسكرية التي زرعتها بالمنطقة وذلك لمدى معين حتى يتم الإجهاز على المنطقة، والاجابة عن السؤال التالي وما يليه توضح ذلك لماذا تقاتل أمريكا داعش في سوريا والعراق بينما تساندها في ليبيا وباقي الدول ؟. ولماذا باركت أمريكا الضربة الجوية السعودية ضد اليمن وأسئلة غيرها عديدة والإجابة تكمن في انه صراع على مناطق النفوذ والسيطرة واستعمال الدواعش والحوثيين كورقة ضغط على حكومات هذه الدول وإحداث الانشقاقات العربية وإيجاد صراع طائفي ومذهبي وديني بين الدول وبعضها البعض وداخل الدول ذاتها من اجل إحياء مشروع سيكس بيكو الجديد وتصبح المنطقة العربية دويلات صغيرة منزوعة القدرة والسلاح ليسهل قيادتها والقضاء عليها تماما لمصلحة المد الإسرائيلي من النيل إلى الفرات . والأهم في تقديري ألا تطول هذه الحرب ضد الحوثيين في اليمن حتى لا تتفاقم الأمور بحسب مراقبين من ان تتحول هذه الحرب إلى حرب إقليمية بين الدول المشاركة فيها وإيران والدول التي تساندها مع التخوف من ان يستغل الإسرائيليون والأمريكان هذه الحرب الإقليمية التي قد يتورط فيها عدة دول غربية من أصحاب التحالف والمصالح مع بعض أطراف الصراع الإقليمي خوفا من تأثر هذه العلاقات والمصالح على حلفائها في منطقة الشرق الأوسط. لمزيد من مقالات فهمي السيد