سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاستقواء بالسلطة ثم الانقلاب عليها.. التطور الطبيعى للسلفيين انقلبوا على «مرسى» ووصفوا حكمه بأنه «غير شرعى».. ومنعوا حفلاً غنائياً بالقوة.. وتعدوا على شيخ مكلف رسمياً بإلقاء خطبة الجمعة
كانوا كضيوف شرف فى أول مشهد سياسى بعد الثورة ثم تحولوا بعد الانتخابات البرلمانية الماضية إلى أبطال، ووصفهم بعض خبراء السياسة بأنهم لعبوا دور الوصيف بعد أن احتلوا المركز الثانى فى الحياة السياسية بعد جماعة الإخوان المسلمين. السلفيون الذين توغلوا فى الحياة السياسية حتى وصلوا إلى مؤسسة الرئاسة، صاروا «شوكة» فى ظهر السلطة الحاكمة، فشعورهم بالقوة جعلهم يناطحون السُّلطة وينقلبون على النظام الذى سبق واختاروه ودعموه قلباً وقالباً. أحمد عشوش أحد قيادات «السلفية الجهادية» وصف د. محمد مرسى مؤخراً بأنه حاكم غير شرعى لعدم إعلانه حاكمية الكتاب والسنَّة ودعاه إلى التوبة.. لم يختلف هذا التصريح عما قاله أبوأسلم المصرى، وهو أيضاً قيادى فى «السلفية الجهادية»، إذ فتح النار على مرسى وقال إن الرئيس رضى بالطاغوت وبدل للناس دينهم. مناطحة السلطة الحاكمة لم تقتصر على التصريحات بل دخلت حيز التنفيذ، عندما تم الاعتداء بالضرب على الشيخ المكلف رسمياً من وزارة الأوقاف بإمامة المصلين بأحد مراكز الشباب ببورسعيد، وتهديده بإطلاق النار عليه إذا قام بإلقاء خطبة العيد لصالح داعية سلفى، ثم قيام مجموعة من السلفيين بإلغاء حفل غنائى بالقوة لفريق شبابى يدعى «قلب مصر» بالمنيا بدعوى أنه حفل تنصيرى مع تهديدات للشرطة بعدم تكرار الأمر. أما الإصرار على الدعوة لجمعة «تطبيق الشريعة» كان المثال الأبرز، حيث تحدت فيه القوى السلفية جميع القوى السياسية، بما فيهم الإخوان، بل واتهموا الإخوان بأنهم تخلوا عن كتاب الله من أجل مصالحهم السياسية. «لا تمثل اتجاهاً معيناً» هو ما نفى به د. خالد سعيد المتحدث الرسمى باسم «الجبهة السلفية» تلك الاتهامات، وقال: «لكل نظام سياسى موالاة ومعارضة، والقوى السلفية تؤيد الرئيس إذا أصاب، وتحاول تقويمه إذا أخطأ، ومن حقنا اللجوء إلى مليونيات مثل باقى التيارات العلمانية». «هو جزء من الصراع على مراكز القوى والنفوذ» د. نبيل عبدالفتاح، مدير مركز الأهرام للدارسات السياسية والاستراتيجية، يصف فرض العديد من القوى السلفية لآرائها بالقوة، مؤكداً أن هذا الصراع يشمل أربع مجموعات هى: الإخوان والأزهريون والسلفيون وبعض القوى الإسلامية المستقلة. وأكد عبدالفتاح أن البعض صار يعتبر أن التشدد والتطرف للآراء الفقهية هو وسيلته للظهور فى الوسائل الإعلامية، وبالتالى تحقيق مكاسب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، بالإضافة إلى الحشد والتعبئة الدينية من أجل التصويت لصالحهم فى الدستور الجديد.