أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، أن مشهد مشاركة المصريين في الانتخابات الرئاسية مؤثر وله رسائل دولية، خاصة مشاركة المرأة وذوي الهمم، لافتا إلى أن المصريين يدركون جيدا حجم التحديات الراهنة ويدعمون دولتهم بكل ما لديهم. التفاف المصريين حول القيادة السياسية وأوضح «سعيد» في تصريح ل «الوطن» أن المصريين أثناء الأزمات يتحدوا ويتعاونوا مع القيادة السياسية، وفي وقت نكسة 1967 خرج الشعب متمسكا برئيس الدولة في ذلك الوقت، ولم يكن ذلك ناتجا لجهل أو عاطفة ولكنه كان تقدير للحظة الحرجة وأن العدو على الأبواب والبلد تمر بأزمة تحتم الالتفاف، وكان الخروج إلى الشارع هو الأمر المطلوب، وما نمر به حاليا هو نوع من الحرج والضغط متعدد الأبعاد، والذي أنتج شعور المصريين الذي رأيناه بشكل حذر ومترقب تجاه الحالة التي تمر بها المنطقة العربية. تحديات المنطقة العربية وأشار «سعيد» إلى أن المنطقة العربية تمر بتحديات عدة، منها الحرب على غزة التي تحمل في داخلها التهديد بعمليات التهجير القسري إلى سيناء، والتي أفلحنا للتو في القضاء على الإرهاب فيها، ونعمل حاليا على تهيئتها لتتحول إلى درة المحافظات التنموية بعد توسعة قناة السويس والأنفاق الستة التى تأسست لربط الدلتا بسيناء. وأضاف «المصريون يدركون جيدا حجم التحديات الراهنة التي تستهدف مصر، ويعرفون أن كثيرين يرغبون في الاصطياد في المياه العكرة بسبب استقرار مصر وهدوئها، والأزمة الاقتصادية التى نمر بها حاليا ناتجة عن ظروف وأسباب دولية، ومصر انتهت من بناء مشروعات وأصول عملاقة سيتم استغلالها في الفترة المقبلة، وخروج المصريين بشكل كبير في الانتخابات يبرهن على إدراك المصريين لحجم التحديات». وأكد «سعيد»، أن مشاركة المرأة والشباب وذوى الهمم في الانتخابات الرئاسية لها تأثير إيجابي، متابعا «لقد ذهبت بالفعل للتصويت، ولاحظت مشاركة كبيرة للمرأة المصرية، وكذلك ذوي الهمم والشباب وكبار السن الذين يعرفون تاريخ مصر جيدا، والمرأة تدرك الظروف الصعبة لأنها تدير منزلها وحياة أسرتها، وها نحن نراها في غزة تتصدى للتهجير ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي للقضاء على شعب بأكمله، فالمرأة بشكل عام تشعر بالقلق تجاه الأزمات وتعرف كيف تستغل الظروف من أجل مجتمع أفضل، وهو ما يحدث في مصر».
