ذنبهم الوحيد الفقر ولا شئ غيره، فقد كثر من يسائلون الناس، عن الصغار الذى يستقلون عربات مترو الانفاق لبيع الحلوى والمناديل ويعرضون حياتهم للمخاطر ، ولاترى فى أعينهم سوى الحزن والانكسار، والناس ما بين متعاطف ومشمئز، أو من يفترشون على أرصفه الطرقات، ماسكين فى أيديهم قلماً وورقه بيضاء وأمامهم بعض الاكياس من المناديل أو ما شابه ذلك. مناظر تجبرك على الحيره " أهم حقا يستحقون المساعده ؟ أم لا. لكن فى كافه الاحوال هى ظاهره تفشت فى مجتمعنا بشكل كبير، تستحق منا التدببر ؛ والبحث عن الاسلوب الامثل للحد منها فى أسرع وقت ممكن " فما ذنب تلك الوشوش البريئة، وترى من جنى عليهم وتسبب فى حرمانهم الحصول على أبسط حقوقهم وهى الاحساس بطفولتهم الغائب. أعلم أن هناك أسر بأكملها لا تملك قوت يومها، وأن الفقر والتدنى المعيشى والسلوكى يغلب على أغلب فئات هذا الوطن، وهو ما يدفع هولاء الاسر فى تسريح الصغار للحصول على المال، بطريق مشروع او غير ذلك، وهنا يظهر الوجه القبيح للوطن أمام العالم بأجمعه وأمام أنفسنا. لا يقتصر الامر على الصغار فقط " بل كبار السن أيضا " صف لى شعورك وأنت تشاهد أناس تتعدى اعمارهم الخمسين وما يزيد يمدون أيديهم طالبين سؤال العامه " منهم من يستحق العون والمساعده ومنهم من يتخذها وسيله سهله فى الحصول على المال دون جهد " والكارثه الكبرى الان، بعض الشباب الذى أتخذ من ذلك الاسلوب مسلكا وطريقا وتتعجب وتصاب بالذهول مما ترى وكيف وصل الأمر بيننا إلى ذاك الحد. لا ننكر ان حال شبابنا لا يرثى له فالكثير منهم يعاني البطالة؛ وسيطرة اليأس والقهر على كافه أرجائهم ، والامل بالنسبه لهم، كلمات تسرد داخل قصص العاشقين أو بيتاً من الشعر. أعلم أن الكثيرين من أبناء هذا الوطن قل أنتمائهم وحبهم " وأرى أن السبب الحقيقى فى كل ما آلت اليه أوضاعنا والوصول الى هذا الشكل القبيح والمخزى هو الغياب التام لتطبيق مبدأ المساواة والعدل، وذلك الامر ليس وليد اللحظه بل نتيجه لتراكمات مرت عليها عقود عديدة. إن الظواهر السلبية كثيرة ومتفاوتة، وأراها شيئا يعيب بلداً بحجم وطني، لذا يجب تفعيل وتنشيط الدور المؤسسى والبحث بجديه وإتقان عن الحلول المثلى للحد من تلك الظواهر " والحث على نشر التوعيه " وبث روح الامل. إن العدل يحتاج الى قرار صائب يتم إتخاذه، يحتاج الى قوة وإيمان وصدق، يحتاج الى ضمير، فبالعدل ترتقى الحياة!.