تبادلت إيران والسعودية، اليوم الثلاثاء، الاتهامات بزعزعة استقرار اليمن، حيث كثف التحالف العربي بقيادة الرياض غاراته الجوية في حين بدأت ترتسم ملامح أزمة إنسانية كبيرة. وأعلن صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" مقتل 62 طفلا في المعارك الدائرة منذ أسبوع في اليمن. ووصف المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان رعد بن زيد بن الحسين الوضع في اليمن بأنه "مثير لأقصى درجات القلق مع عشرات المدنيين القتلى في الأيام الأخيرة". وأضاف، في بيان من جنيف، "يبدو أن البلد على حافة الانهيار الكامل". كما تصاعدت الحرب الكلامية بين الرياض وطهران في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى لوزان ونتيجة ماراثون المفاوضات حول برنامج إيران النووي. وقال الأمير سعود الفيصل، في كلمة له نشرها الحساب الرسمي لمجلس الشورى في "تويتر": "إن ميليشيا الحوثي والرئيس السابق (علي عبد الله صالح) وبدعم إيران أبت إلا أن تعبث باليمن وتعيد خلط الأوراق". وأضاف "إن المملكة ليست من دعاة الحرب، لكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها". في المقابل، حذرت إيران من أن العملية العسكرية في اليمن يمكن أن "تمتد آثارها إلى الشرق الأوسط بأسره". وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على هامش مؤتمر المانحين لسوريا المنعقد في الكويت، إن إيران تعتبر التدخل في اليمن "عدوانا خارجيا" سيؤجج التطرف في المنطقة. وأضاف إن "نيران الحرب" ستدفع "كل المنطقة إلى اللعب بالنار"، مضيفا أن "العمليات العسكرية يجب أن تتوقف فورا". وأعلنت إيران أنها أرسلت "مساعدة إنسانية" لليمن، وقال ناصر جرخ ساز مدير الهلال الأحمر الإيراني أنه تم إرسال "شحنة تضم 19 طنا من الأدوية والتجهيزات الصحية والمواد الحيوية وطنين من الغذاء". وطهران تتهمها العديد من الدول العربية بالسعي إلى زيادة نفوذها في الشرق الأوسط من خلال دعم المتمردين الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على مناطق واسعة من الأراضي اليمنية في الأشهر الأخيرة.