تحكيم الشريعة الإسلامية فى مصر والنص على ذلك فى الدستور يثير جدلا واسعا بين ما يسمى بالنخبة الإعلامية التى تتبنى قضايا الوطن كلها من اقتصاد وسياسة ودين وفنون ومشاكل المرور والأمن وكل المشاكل التى تواجه الوطن حاليا، كأن هذه النخبة التى تراها فى كل القنوات يوميا أوصياء على الشعب المصرى وهم وحدهم الذين يناقشون كل المواضيع فى الإعلام كأنهم هم «حلالو العقد»!! وأسأل هنا سؤالا منطقيا.. هل يستطيع عبد من عباد الله أن يجلس متفاخرا بعلم تعلمه أو منصب إعلامى مثل هؤلاء النخب الإعلامية ويقول بمنتهى البساطة أنا لا أوافق على تطبيق الشريعة الإسلامية.. وإذا سأله المذيع لماذا لا تريد تطبيق الشريعة الإسلامية يقول.. أنا موافق على الشريعة ولكن بتفسير من؟ تفسير الشيخ فلان أو تفسير الشيخ علان.. سوف نكون تحت رحمة أهواء البشر فى فهم نصوص الشريعة ومن ثم فهم التطبيق لهذه الشريعة.. كأن الله سبحانه وتعالى لم يوضح لنا كيف نطبق هذه الشريعة وتركنا لأهواء المفسرين لكى نتخبط فى آراء واجتهادات العلماء.. ما أود قوله إن هذا قول باطل يراد به باطل.. من لا يريد تطبيق الشريعة هو فى حقيقة الأمر لا يريد حدودا من الله للحلال والحرام لأنها ستكون منزهة عن كل عيب ونقص ولأنها مقدسة لذلك يرفضون تطبيقها ويتعللون بأن هناك تفسيرات واجتهادات مختلفة للعلماء.. أو أن النص فعلا إلهى ولكن التفسير بشرى.. وأقول هنا إن النبى محمد صلى الله عليه وسلم كان قرآنا يمشى على الأرض وهذا قول السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها وأرضاها.. الله سبحانه وتعالى أنزل هذا الدين على النبى محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه لم ينزل عليه فقط.. ولكنه عاش به بين الناس لكى يشاهدوا وينقلوا عن النبى صلى الله عليه وسلم كيف كان يطبق النبى صلى الله عليه وسلم هذه الشريعة فى أيام حياته صلى الله عليه وسلم.. فقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلم كل أمور الدين والدنيا بأحكام ونصوص القرآن وأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم المتواترة والمنقولة إلينا غضة طرية كما قالها النبى صلى الله عليه وسلم.. بالطبع يخرج علينا فى وسائل الإعلام من يحاول الفصل بين القرآن والسنة ويشكك فى صحة السنة وأن بها أحاديث غير صحيحة وأتعجب وأقول إن الله سبحانه وتعالى حينما تعهد بحفظ الذكر (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).. هل المقصود هنا فقط نصوص وآيات القرآن أم القرآن والسنة.. ولكى نجيب عن هذا السؤال دعونا نسأل كيف نستطيع أن نعلم عدد ركعات الظهر أو العصر من القرآن؟ وكيف نصلى الصلوات الخمس؟ وماذا نقرأ حين نصلى؟ لن تجد إجابة عن ذلك فى القرآن لأن نصوص القرآن مجملة الأحكام ولكن التفسير والتفاصيل فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم الذى كان إنسانا بشرا يمشى على الأرض ويعلمنا كيف نطبق شرع الله. لذلك أقول كيف حال الأمة الإسلامية لو لم يحفظ الله سنة النبى صلى الله عليه وسلم التى هى شارحة ومفسرة للأحكام المجملة فى القرآن.. لكانت الأمة الإسلامية ضلت الطريق حتى فى كيفية الصلاة وأبسط أمور الدين.. لذلك أقول للنخب اتقوا الله لأن الله يسمع ويرى بل وسوف ينصر شريعته على أهواء الذين يريدون فسادا فى الأرض وإضلالا بين الناس.. إن الحكم إلا لله.