علينا أن نعيش الحكمة والمعاني التي جاء بها القرآن لنشق طريقنا إلي الهداية ونسترشد بها إلي السعادة الدنيوية والأخروية الحمد لله رب العالمين الذي أنزل الكتاب بلسان عربي مبين علي عبده ورسوله وصفيه وحبيبه صلي الله عليه وسلم ليكون للعالمين نوراً ورحمة وهداية ودالاً علي الله وصراطاً مستقيماً وبرهاناً قاطعاً علي صدق الرسالة المحمدية وهو معجزة تتحدي العظماء والبلغاء والعلماء إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها. والإعجاز القرآني ببلاغته وفصاحته وما حواه ظاهره وباطنه من أسرار وعلوم ومناهج توقظ الهمم وتحيي القلوب يسطع بنوره علي البشرية لتنهل منه طريق السعادة في الدارين فلله الحجة البالغة. وقد توجهت همم العلماء لإيضاح معانيه وكشف أسراره وإظهار لطائفه واستنباط المسائل العلمية والفقهية وما حواه من درر، وسار كل عالم تبعاً لمشربه ومذهبه ومنهجه والعصر الذي يعيش فيه وبما فتح الله عليه به، وخرجت علي العالم آلاف التفاسير الرائعة مختلفة المشارب تبعاً لما غلب علي كل محقق من أفهام ومعارف ولكنها في النهاية تحمل روح الرسالة والمنهج الإسلامي الحنيف الذي لا يأتيه الباطل. وكان كل مفسر يجول في بحر القرآن ويغوص ويخرج من لآلئه ودرره ما تناسب مع فهمه وتخصصه وبما فتح الله به عليه من الحقائق والأسرار لإظهار لطائفه ودقائقه واستنباط أحكامه وتبيان حلاله وحرامه وأسباب نزول الآيات وإعرابه نواحي إعجازه وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما إن القرآن ذو شجون وفنون وظهور وبطون لا تنقضي عجائبه ولا تبلغ غايته وعن الحسن رضي الله عنه قال: لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع وفي رواية أخري القرآن تحت العرش له ظهر وبطن ظاهره ما فسره العلماء وباطنه يدل علي ما حققه أهل التحقيق من أهل الله وخاصته وقيل ظهره التلاوة وبطنه التأويل فجالسوا به العلماء وجانبوا به السفهاء من هنا كان المجال واسعاً في فهم معاني القرآن لا يعرفها إلا المحققون. وفي الحديث القدسي أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري إشارة إلي أهل الباطن من أرباب القلوب من المحققين بشرط أن يكون ما قالوه موافقاً للكتاب والسنة يشهدان عليه بالحق لأن كل حقيقة لا يشهد عليها الكتاب والسنة فهي إلحاد وزندقة. والقرآن الكريم كلام الله، وكلام الله صفته والصفة تدل علي الموصوف والموصوف هو الحق جل وعلا وهو لا تدرك حقيقته، وكذلك صفته ولا يمكن أن نحيط بها علماً، واللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم من صنع الإنسان الحادث الذي تحكمه مدركاته المحدودة. من هنا استحال أن يحيط الانسان بالمعني المحدد لكل آية من آيات القرآن الكريم فالله سبحانه وتعالي أعلم بمراده وأني للحادث أن يعي كلام القديم جل شأنه من هنا كان القرآن حمالا لوجوه متعددة من التفاسير وإن كان لها أصول في أسباب النزول ومعاني الكلمات طبقاً للغة العربية وما جاء علي لسان الرسول صلي الله عليه وسلم من أحاديث شريفة وأقوال الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين والمحققين من أولياء الله الصالحين، ولذلك كثرت التفاسير ولا ينبغي أن نخضع القرآن الكريم للغة مقياسها العقل المحدود اللهم إلا لكي يدرك إشارة من معناه نبني عليها ما يقع في القلوب من تجليات ومشاهدات وإلهامات تؤيدها السنة الشريفة. آداب قراءة القرأن وقراءة القرآن تشفع للإنسان يوم القيامة وينبغي علي القاريء أن يستحضر في نفسه أنه يناجي الله تعالي ويحسن أن ينظف فاه بالسواك ويقرأ وهو علي طهارة مستقبلاً القبلة في مكان طيب وأن يبدأ بالاستعاذة قائلاً أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم أول كل سورة. وقد وردت أحاديث كثيرة عن البكاء عند قراءة القرآن منها عنه صلي الله عليه وسلم اقرأوا القرآن وابكوا فإن لم تبكو فتباكوا ويستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالي من فضله وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر وان يجتنب الضحك واللغط والحديث من خلال القراءة إلا إذا كان مضطراً وكذلك النظر إلي ما يلهي ويبدد الذهن ويحسن رفع الصوت بالقراءة لأن ذلك يوقظ القلب ويجمع همه إلي التفكر فيه ويصرف سمعه إليه ويطرد النوم ويزيد في النشاط ويكره أن يقول المسلم نسيت آية كذا بل يقول أنسيتها فقد ثبت ذلك في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم. وتفسير البحر المديد في شرح القرآن المجيد للعلامة الجليل والصوفي الكبير الشيخ المحقق أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني من التفاسير الفاخرة التي جمعت بين الشريعة والحقيقة وذيل الآيات بما سماه إشارة أي أن المعني الظاهر بعد أن فسره وشرحه له معني باطن يشير إليه ومن الكمال الجمع بين المعنيين. ونحن في عصرنا هذا في أشد الحاجة إلي أن نعيش مع القرآن وبالقرآن والتأثر به والتمسك بهديه والعمل بما جاء به ولنعد إلي ما كان عليه سلفنا الصالح وما أمرنا به رسول الله صلي الله عليه وسلم. وعلينا أن نعيش الحكمة والمعاني التي جاء بها القرآن لنشق طريقنا إلي الهداية ونسترشد بها إلي السعادة الدنيوية والأخروية وإلي العقيدة الواضحة التي تطلق الروح من الوهم وتطلق طاقة الإنسان للعمل البناء. فقد ثبت العجز عن تحقيق السعادة البشرية بالرغم من التقدم الحضاري المادي وإنما تتم السعادة باتباع القرآن وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وأن نحيا دائماً في حال من الوعي الداخلي واليقظة ولا مخرج لنا من الفتنة التي يعيشها المسلمون إلا بالعمل بما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم حين سئل عن المخرج من الفتنة فقال كتاب الله. فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغي الهدي في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق علي كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتي قالوا انا سمعنا قراءناً عجبا يهدي إلي الرشد فآمنا به. من قال به صدق ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلي صراط مستقيم. القرأن مأدبة الله وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ان هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم ان هذا القرآن حبل الله وهو النور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد فاتلوه فإن الله يأجركم علي تلاوته بكل حرف عشر حسنات اما اني لا أقول ألم حرف ولكن ألف عشر ولام عشر وميم عشر. بين الخلية والكون الإنسان وسط بين الخلية والكون وهو يحتوي كل ما يحتويه الكون، ومكونات الكون الأساسية هي الذرة يقابلها الخلية في جسم الإنسان وكلاهما يتكونان من نواه والكترونات وبروتونات ويحتوي علي حديد ومواد مختلفة وكهرباء منها موجبة ومنها سالبة والكرة الأرضية هي أصلح مكان خلق للإنسان. الإنسان يعيش في عالمين في وقت واحد منظور مادي وغير منظور روحي، روح ونفس وجسد وعقل والغريزة وهي موجودة في الانسان والحيوان والكل لديه عقل بشأن أو بآخر وعلي مستويات مختلفة والإنسان يتذبذب في أمواج من الحياة. فطالما أن العالم مليء بذبذبات مختلفة تحمل ذكاء طبيعيا من هنا يمكن التحدث عن الاتصال اللاسلكي بين الإنسان وبين أي شيء في الوجود المخ كالمحطة والأثير هو حقل الاتصال وقوة الفكر أو الفكر الخلاق وصورة هي التي تخلق هذا الامكان المغناطيسي المجال المغناطيسي المجال الحيوي إثباته في الإنسان ويقاس قوة ذكاء تجلي إليها في كل الأشياء من عرفه فقد عرف ربه الكون في ذاته وحدة متكاملة ومتصلة ببعضها كل شيء في كل شيء وكل ما في الوجود موجود في كل شيء وكيف ان كل الذرات التي في الخلية متشابهة ومع ذلك خلق منها أشياء مختلفة مخ أظافر عظام وهكذا الكون ذاته والكل يخضع لقانون واحد لا إله إلا الله. وهناك علاقات بين الأشياء مثال القمر والدورة الشهرية أو العقل أو القمر والمد والجزر وهكذا في الكواكب. الإنسان خليفة.. والكون سخر له في العلم الظاهر والباطن.. عبدي اطعني ما وسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي »ولم يقل عقل« وهذا هو أعلي درجات التصرف في الكون والابداع والإلهام. والاختراعات أعلي بكثير من التغيرات الأخري مثل السحر وما شابه القوي المستخدمة في السحر هي من أنواع التسخير فينا وبداخلنا وعن خارجنا. كل فكر وكل كلمة لها اهتزازات وتأثير وممكن التركيز فتزيد قوتها وتوجهها وهذا علم عميق.. الزعيم في شعبه وخطبه.. الام وابنها المريض.. الحيوان ونسله.. والصورة الذهنية وتواجدها في الكون والتأثير فيها والدعاء والصلاة فتكون منها صورة نورانية تصعد الي السماء وهذه أشياء غير ملموسة. المساجد وأماكن الصالحين والأماكن التي يذكر فيها الله لها تأثير اشعاعات الراديو في الغرفة التي نحن فيها ولكن لا نراها وهناك أيضاً إشعاعات روحية لا نراها أو إشعاعات ضارة لأسباب مختلفة فالمخ بطارية تستقبل وترسل وهناك أيضاً الصور الكلية والعقل الكلي مثلاً »تجربة الأمريكي« »المادة تحول إلي طاقة والطاقة إلي مادة والفكر طاقة«.