أثارت لوحة "العشاء الأخير" الكثير من التساؤلات عن شخصية ليوناردو دا فنشي، حيث تحتوي العديد من العناصر التي لا تنتمي إلى المفاهيم المسيحية التقليدية التي رسمت اللوحة أساسا للتعبير عنها. يعتقد البعض أن هذه اللوحة ضمن العديد من أعمال دا فنشي تحتوي على إشارات خاصة إلى عقيدة سرية مخالفة للعقيدة المسيحية الكاثوليكية التي كانت ذات سلطة مطلقة في ذلك العصر. ورسمت هذه اللوحة بناء على طلب دوق ميلانو الذي كان يريد رسم لتلك الواقعة التاريخية المهمة "العشاء الأخير" والتي عمل عليها دافنشي 18 عام، ورسمها في غرفة الطعان في دير سانتا ماريا. تصور لوحة العشاء الأخير المسيح جالسا على المائدة مع الحواريين ال12 في الليلة التي سبقت خيانة المسيح من قبل أحد أتباعه، فقد جعهم للطعام وأخبرهم بما سيحدث، فاللوحة تحكي عن الثواني القليلة من القصة أي بعد أن ألقى المسيح على الحواريين خبر أن أدهم سيخونه قبيل شروق الشمس، فتكشف اللوحة بوضوح عن ردود أفعال الحواريين التي كانت مزيجا من الرعب والدهشة والصدمة والغضب. وبالإضافة إلى شخصية المسيح التي تعتبر الشخصية المحورية في اللوحة فقد وضعه دافنشي في نقطة المنظور الفني للوحة. وتعمد دافنشي رسم شخصية يهوذا المتأمر "الخامس من اليسار" في الظل بعد أن أسقط الملح على الطاولة، بينما بدا خلف يهودا مباشرة بطرس بلحية بيضاء ووجه غاضب متحدثا إلى يوحنا المعمدان الذي يظهر بملامح أنثوية بينما يميل برأسه ليستمع إلى بطرس. وهذه هي الشخصية التي اختلف عيلها النقاد فى كونها يوحنا أم مريم المجدلية، وقد أرجع البعض في أن يكون هذا الشخص بجانب المسيح هو يوحنا، ولكن رسم بملامح أنسة لأن رسامي هذا العصر اعتادوا على رسم الشباب بهذا الشكل على هيئة النبلاء، لكن بعض المفسريين للوحة أكدوا أنها إمراة وهي مريم المجدلية وينحني بطرس عليها بطريقة مخيفة، مشيرا إليها بيده واضعا يده الشبيهة بالسكين أمام عنقها "وهي نفس الحركة في لوحة سيدة الصخور"، ويحمل في يده اليمنى سكينا وراء ظهره في إشارة لعلاقة التوتر التي كانت بين بطرس ومريم المجدلية. وكان بوستر فيلم The Expendables ظهر أبطاله وهم يعيدون تمثيل لوحة العشاء الأخير، ما أثار عدد كبير من المهتمين بالفن.