"18 مايو عام 1946"، تاريخ شهد انطلاق الشرارة الأولى لقمة تلتقي فيها وجوه حكام العرب، تعاظم مع اللحظات الأولى لميلادها دور بلدٍ لم تغب بصمته عن المشهد العربي على مدار 7 عقود، تارة تقف منادية بالوحدة ونبذ الخلافات، وأخرى تعلي الصوت مؤكدة أن أي اعتداء على الأشقاء عدوان عليها، وثالثة تصمت متسامحة في حقها إزاء مخاصمة إخوانها واستبعادهم لها، لتبقى مصر حاضرة في كل قمة عربية حتى لو غابت عنها. "قصر إنشاص، مدينة بلبيس، محافظة الشرقية"، كان المكان الذي اجتمع فيه القادة العرب لأول مرة بدعوة من الملك المصري فاروق الأول، من أجل إيجاد حل عاجل للمشكلة الفلسطينية ومنع الاحتلال الإسرائيلي لها، واتفقت على التصدى للعدو الصهيونى الذى يمثل خطر على الأمة العربية بأثرها وليس فلسطين فقط، ومساعدة الشعوب المستعمرة على نيل استقلالها، ووقف نزيف الأراضى العربية التي تستقطبها إسرائيل من أيدى العرب بفلسطين. "القمة العربية العادية الأولى"، انطلقت من القاهرة بدعوة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964، لبحث ممارسات اسرائيل على الجبهة السورية، وشارك فيها قادة 13 دولة عريبة، وانتهت بإصدار عدة قرارات هامة على رأسها عقد القمة العربية مرة واحدة سنويا كحد ادنى، وتولى أحمد الشقيرى تنظيم أمر الشعب الفلسطيني، فضلا عن إنشاء القيادة العليا العربية الموحدة وإعلان إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية فى 28 مايو 1964. دعاوى القمم الطارئة كان لمصر نصيب الأسد فيها، وكان هدفها لإنقاذ دول عربية شقيقة من غزو عدواني أو حرب أهلية، فها هو الرئيس المصري أنور السادات يدعو إلى قمة عربية طارئة بالقاهرة في 25 أكتوبر عام 1976، لبحث أزمة الحرب الأهلية في لبنان، وقرر المؤتمر حينها التصديق على التصديق على وقف إطلاق النار وإنهاء القتال في لبنان، ثم يعود الرئيس الأسبق حسني مبارك ليدعو إلى قمة طارئة في أغسطس عام 1990 لرفض الغزو العراقي للكويت ومطالبة القوات العراقية بالانسحاب، قبل أن يدعو الرئيس ذاته لقمة عاجلة وطارئة بشرم الشيخ في 1 مارس 2003 لرفض الغزو الأمريكي للعراق. 30 قمة بين عادية وطارئة شاركت فيها مصر، ولم تعرف الاستبعاد من سجلات ذلك الحدث إلا بعد توقيع الرئيس أنور السادات معاهدة السلام عام 1979، حيث قرر رد الرئيس العراقي صدام حسين بالدعوة الى قمة عربية طارئة ببغداد في 2 نوفمبر عام 1978 تقرر فيها فرض مقاطعة عربية على مصر، ونقل الجامعة العربية من القاهرة الى تونس التي دعا رئيسها حينئذ الحبيب بورقيبة الى مؤتمر قمة عربية في 20 نوفمبر عام 1979، تم التأكيد فيها على قرار مقاطعة مصر، لتصاب الأمة العربية كلها آنذاك بداء الخلافات، فتقاطع سوريا كل من العراقوالأردن، وتختلف ليبيا مع منظمة التحرير الفلسطينية، ولم تهدأ الأمور إلا بعد إقرار عودة مصر للجامعة العربية مرة أخرى عام 1987 بدعوة من الملك الحسين الثاني عاهل الأردن. 6 سنوات شهدت القمة العربية خلالهم توقفا تاما عن الانعقاد، قبل أن تعيد مصر النشاط العربي بدعوة إلى قمة عربية طارئة في 21 يونيو 1996، وذلك عقب انتخاب بنيامين نتنياهو رئيسا لوزراء إسرائيل واستشعار العرب الخطر على التسوية وخيارات السلام، لتخرج القمة متبنية السلام كاستراتيجية عربية، مع التأكيد على الحقوق العربية في الأراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967.