قيادات «فتح»: خطة «عش الدبابير» ألحقت خسائر فادحة بدبابات الاحتلال الإسرائيلي

اعتداءات مستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم ال38 للحرب على غزة، بواسطة فرق كاملة وأسلحة عتيدة منها الدبابات والصواريخ، لكن ثمة رجال بواسل من المقاومة يقفون على الصعيد الآخر، يدافعون عن تراب وطنهم ضد الاحتلال، ليس ذلك فحسب، بل استطاعوا تحقيق مكاسب عظيمة تجاه هذه الدبابات ما تسبب في تراجعها.
عدد الآليات العسكرية تراجع بشدة خلال الأيام الماضية، وهو ما كشفه تحليل لصور أقمار صناعية، أمس الأحد، إذ أوضحت الصور تناقص عدد الدبابات العسكرية المتوغلة في قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، مبينة أنَّ عدد الدبابات بشمال غرب غزة تراجع يوم 8 نوفمبر إلى 295 دبابة بعد أن كان 383 دبابة في 3 نوفمبر.
تراجع عدد الدبابات أمام المقاومة
وفسّر تراج أعداد الدبابات أمام المقاومة، ما أعلنته حركة حماس، من توثيق لتدمير أكثر من 160 آلية عسكرية «دبابة» تدميراً كلياً أو جزئياً منذ بدء العدوان البري، بينها 25 دبابة خلال 72 ساعة الأخيرة، إذ أنَّ الدبابات الإسرائيلية تواجه مقاومة عنيفة واشتباكات ضارية تجبرها على التراجع وتغيير مسار التوغل، كون المقاومون يخرجون من تحت الأرض وفوقها ومن تحت الركام ويدمرون المدرعات والدبابات.
الاحتلال الإسرائيلي تصوّر أنه انتصر بعد توغله، وفقًا لما قاله الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني والقيادي بحركة فتح، لافتًا إلى أنَّ المقاومة الفلسطينية أعطتهم الأمل في أن يدخلون إلى أطراف غزة، وتوغلت الدبابات بشكل كبير في مناطق الشمال والمقاومة أعطتها الأريحية بالدخول ولم تمنعهم، لكنهم لم يدركوا أنَّه يتمّ تحضير أكمنة محكمة لهم.
وأضاف «صافي» ل«الوطن»، أنَّ المقاومة نفذت أكمنتها التي حضرتها لدبابات الاحتلال، ما تسبب في تراجع عدد الدبابات، والدليل أنَّ كل يوم تعلن إسرائيل عن مقتل وإصابة جنود، ولا تريد أن تعلن دفعة واحدة خوفًا من هياج الرأي العام ورفض سياسية بنيامين نتنياهو.
خطة «عش الدبابير» سبب تدمير الدبابات
وأشار إلى أنَّ دخول دبابات الاحتلال الإسرائيلي إلى غزة كان على 4 مراحل، فهم توغلوا في المرحلة الأولى والثانية والثالثة وحينما وصلوا للرابعة كانت هي «عش الدبابير»، لأنّ أهل غزة أدرى بشعابها، وهم أعلم الناس هناك بالمناطق والأزقة والمخيمات، لذا كانت هناك عمليات إنزال خلف الجنود الإسرائيليين في العطاطرة وبيت لاهيا وصوف وخان يونس وغيرها.
وأوضح القيادي بحركة فتح، أنَّ المستعمرين الإسرائيليين يريدون وقف العدوان وإطلاق النار حتى يتبادلون الأسرى ولا تطول عمليات القصف، ويضغطون على حكومة إسرائيل من أجل ذلك.
وتابع أنَّ المقاومة حققت انتصارا في معركتها ضد دبابات الاحتلال خاصة بالكمقاؤنة بفارق الإمكانيات، علاوة على أن عمليات الكر والفر مستمرة، «المقاومة افزعت إسرائيليين بدليل أنَّه ليس هناك صورة لمقاتل تمّ قتله»، كما أنَّ هناك مناطق في غزة واعرة، لا تعلمها جيدًا قوات الاحتلال الإسرائيلي، فحتى الآن لم يتعامل الجيش مع الأنفاق مباشرة، واليوم تمّ قتل جنديين.
ومن جهته، قال جهاد الحرازين المحلل السياسي والقيادي بحركة فتح الفلسطينية، إنَّ فصائل المقاومة تخوض مواجهة تصنف بأنَّها جيدة جدًا حتى اللحظة، وذلك لأنّها تقاتل أمام نحو 3 فرق إسرائيلية بحد أدنى، وهو ما يقارب نحو 4 ألوية، تضم أكثر من 100 ألف مقاتل مع الدبابات.
وأضاف «الحرازين» ل«الوطن»، أنَّ المقاومة تواجه هذا الكم الهائل من الدبابات والقوات، رغم الفوارق النوعية في الأسلحة والتدريب بين الجانبين، ورغم ذلك استطاعت أن تكبد الاحتلال خسائر، يمكن تقديرها بما يعادل 180 دبابة ونحو 800 جندي.