وفاة مُدرس بالسكتة القلبية بعد مشاجرة مع طالب بمدرسة فى كفر الدوار

أهل المتوفى يشككون فى تقرير طبيب الصحة.. وشقيقه يتهم الطالب بالتسبب فى وفاته

شهدت مدرسة البيضا الثانوية التجارية بالبحيرة، أمس الأول، وفاة مُعلم أول لغة فرنسية بالمدرسة، إثر مشادة كلامية بينه وبين أحد الطلاب بالصف الثالث الثانوى، على خلفية تأخر الأخير عن الحصة الثانية بالمدرسة، وقال شهود عيان من الطلاب الموجودين بالفصل، إن المشادة تطورت لحد الاشتباك بالأيدى، قام على إثرها الطالب برفع «دكة» الجلوس محاولاً ضرب المدرس بها، إلا أنه حاول الدفاع عن نفسه ممسكاً بكرسى كان بالفصل، وهرول بعدها إلى غرفة مدير المدرسة وسقط بين يدى عامل المدرسة مغشياً عليه وحاول زملاؤه إفاقته إلا أنه فارق الحياة، واتهم ذووه الطالب بضربه والتسبب فى وفاته.
وتجمهر أهالى قرية «كفر مجاهد» التابعة لمركز كوم حمادة، أمام مركز شرطة كفر الدوار، انتظاراً لانتهاء التحقيقات فى قضية وفاة عادل رزق خضر رزق، 46 عاماً، مقيم بذات القرية، مُعلم لغة فرنسية بالمدرسة التجارية بالبيضا، وقال محمد رزق، شقيق المتوفى ل«الوطن»: «تلقيت مكالمة هاتفية من مدير المدرسة أخبرنى خلالها بوفاة أخى نتيجة سكتة قلبية تعرض لها أثناء وجوده بالمدرسة، وأكد أن المدرسة ستقوم بجميع الإجراءات الخاصة بالغسل والكفن لتتم عملية الدفن بمسقط رأسه، وعندها أصررت على أن أذهب بنفسى مع أقاربى لإحضار الجثة من المدرسة، وداخل المدرسة أخبرنى أحد العمال أن أخى توفى على يده وهو يقول «الطالب ده كان عاوز يضربنى بالدكة وماتسيبوش حقى، وتواترت أقوال من الطلاب الموجودين بالفصل عن مشاجرة بين أخى وبين الطالب المتهم، إلا أننى وجدت محاولة للتعتيم من قبل مدير المدرسة والمعلمين هناك، ولا أعرف سبباً لذلك»، مشيراً إلى أن شقيقه تم نقله إلى هذه المدرسة منذ 6 شهور تقريباً.
وتابع: «اتهمت الطالب المذكور فى محضر رسمى رقمه 1701 إدارى مركز كفر الدوار، بالتسبب فى وفاة أخى بعد أن أكد بعض الطلاب بالفصل أن الطالب رفع الدكة وضرب بها شقيقى فى صدره»، وطالب النيابة العامة بتحويل الجثة إلى الطب الشرعى، مشككاً فى تقرير طبيب الصحة الذى وقع الكشف على شقيقه، مؤكداً أن أخاه أصيب بنوبة «ترجيع» قبل أن يفارق الحياة، وهو ما يدل على وجود آثار عنف تعرض لها، وأضاف أن الضحية متزوج وله بنتان هما نورسين 14 عاماً، وريم 10 أعوام، ويتمتع بأخلاق طيبة بين أهل القرية والأقارب، ونموذج للإنسان الملتزم دينياً وخلقياً، وطالب «رزق» بفتح التحقيق فى القضية من قِبل وزارة التربية والتعليم، متسائلاً: «ماذا لو كان الطالب هو الذى توفى نتيجة المشادة الكلامية بالفصل؟».
وقال شاهد عيان من الطلاب بالفصل، رفض ذكر اسمه، أن الطالب «أحمد» حضر متأخراً عن الحصة الثانية، وعندما قال له أستاذ عادل «أنت كنت فين يابنى؟»، لم يرد عليه ودخل الفصل وجلس مكانه، عندها جن جنون المدرس وصرخ فيه قائلاً «اطلع بره.. ووجه له السباب»، فرد عليه الطالب: «مش طالع بره واللى عندك اعمله»، ونشبت بينهما مشاجرة وصلت لحد رفع الطالب دكة الجلوس على المُدرس، ورد عليه الآخر برفع الكرسى للدفاع عن نفسه، مشيراً إلى أن المُدرس هرول بعدها إلى مدير المدرسة ليشكو الطالب، وعرفوا نبأ وفاته بعدها مباشرة.
من جانبها، أكدت هناء شهاب، مديرة الإدارة التعليمية لبندر كفر الدوار، أن ملف التحقيق فى الواقعة ما زال مفتوحاً أمام الجهات المختصة بالإدارة، وسوف يتم اتخاذ اللازم مع الطالب بعد الانتهاء من التحقيقات أمام النيابة العامة، فى حالة ثبوت تورطه فى وفاة المُعلم، مؤكدة أنها تابعت الواقعة وأن الكشف الطبى بمستوصف البيضا نفى وجود إصابات ظاهرة بالجسم، أو أية شبهة جنائية.