يقول الشيخ عبدالخالق عطيفي، مفتش الدعوة بوزارة الأوقاف، إن إفشاء ما يقع بين الرجل وزوجته حال الجماع أو ما يتصل بذلك "حرام شرعًا" بدليل الحديث الشريف عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها"، صحيح مسلم. وأشار إلى أن حفظ الأسرار من الحقوق والواجبات والأمانة بين الزوجين، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلُّ أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله؛ فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه". وأكد عطيفي أن الله جعل لكلٍّ من الزوجين حقوقًا وواجبات، ومن هذه الحقوق حفظ الأسرار الزوجية، فكلٌّ من الزوجين أمين على أسرار الآخر، يجب عليه حفظها وعدم إفشائها، ومن أعظم هذه الأسرار وأشدها أسرار الجماع وما يجري بين الزوجين في الفراش، مضيفًا أنه يحرم على كل من الزوجين أن ينشر الأسرار المتعلقة بحياتهما الجنسية وما يجري بينهما من أمور المعاشرة الزوجية، لأي مخلوق كان، وإفشاء العلاقة الجنسية التي تكون من الزوجين من شر الأمور فالنفوس تنزع إلى كشف الخبايا، والتبسط بغيبة الناس وذكر معايبهم، وبخاصة في المجالس التي لا يتقي الله فيها، فمن اتبع ما تنزع إليه نفسه من ذلك كان متبعًا للهوى، ومن جارى قائلي السوء وكشف لهم ما يعلم من أسرار إخوانه، كان متبعًا للهوى من إخوان الشياطين. وأوضح مفتش الدعوة، أن للزوج أو الزوجة إذا حل من شريكه محل الفؤاد فاطمأن كل منهما للآخر، وركن إليه فائتمنه على أدق أسراره وبث إليه أشياء مما في نفسه وأخبارًا عن أشياء فعله، وربما أفضى إليه برأي له من فلان من الناس أو فلانة، فحق حامل الأمانة أن يكون كفئًا لها، فلا يفضي بشيء من ذلك إلى أحد، ولو أن حبل الوداد انفصم بين هذين الصاحبين ما كان لواحد منهما أن يخون ما ائتُمن عليه، فإن فعل ذلك دلَّ على لؤم طبعه وخبث باطنه، وليس للآخر أن يقول فضحني فأفضحه، وأذلني فأذله، فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "أدِّ الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك" (رواه الحاكم وأبو داوود).