"الأم".. كلمة تحتضن كل معاني الحبّ والعطاء والحنان والتّضحية، وهي أنهار لا تنضب ولا تجفّ ولا تتعب، متدفّقة دائمًا بالكثير من العطف الذي لا ينتهي، وهي الصّدر الحنون الّذي تلقي عليه رأسك وتشكو إليه همومك ومتاعبك. اختارت وزارة التضامن الاجتماعي، عددًا من الأمهات المكافحات ومنحتهن جائزة الأم المثالية في لفتة إنسانية لتبجيل دور الأم في المجتمع المصري والذي تعد الأم عنصرًا مهمًا به حيث تعد النشء القادم وتعد المستقبل لأمة بأكملها. سرية محمد حسين خليل الضبع، والتي تبلغ من العمر (61 عامًا)، كان لها الدور الأساسي في تفوق أبنائها وتحملها للمسؤولية في تلبيه احتياجاتهم رغم عملها كمدرسة، هي واحدة من الأمهات اللواتي كافحن من أجل تربية ابنائهن، ومنحهن حياة أفضل من التي نلنها في صغرهن. حصلت "سرية" على بكالوريوس علوم و تربية شعبة رياضيات، بعد كفاح دام في سنوات الدراسة. وهي أم أرملة واجهت صعوبات شديدة و تحملتها من أجل ابنائها ليحصلوا على أعلى المؤهلات، فهم شرف لها وأتوا ثمار تعبها ذلك فقد كانت أم دؤوب لثلاثة أبناء حصلوا على شهادات علمية مرموقة فمؤهل الأول بكالوريوس طب وجراحة ويعمل مدرس مساعد بقسم الجراحة العامة، ومؤهل الثاني بكالوريوس طب وجراحة ويعمل طبيب طوارئ بالقصر العيني، ومؤهل الثالثة طب وجراحة وتعمل طبيبة بالعناية المركزة جامعة المنوفية. بدأت قصة كفاح "سرية" منذ زواجها في العام 1979 بزوج يعمل في شركة لاستصلاح الأراضي بالصحراء حيث طبيعة عمله الصعبة تحتم عليه التواجد بالصحراء لمدة طويلة تصل لعدة شهور متواصلة تقطعه عن بيته وأسرته إلا أنها ظروف العيش الصعبة التي تجعل المرء يفعل المستحيل من أجل توفير عيشة كريمة لأهل بيته. كانت تعيش في منزل زوجها الذي حمل أسرته وعائلته والمكون من الأب والأم والأخوة وكانت بالنسبة لهم ابنة بارة في غياب زوجها، فكانت تعمل على تربية ابنائها واحتواء كل من أسرتها وأسرة زوجها في علامة تدل على برها بزوجها واحترامها له رغم غيبته الطويلة إلا أنها كانت تضطلع بهذه المسؤولية على أكمل وجه ممكن. تعرض الزوج لحادث أليم أثناء عمله في الصحراء ونقل للمستشفى وفي لفتة إخلاص نادرة لهذا الزوج الذي كافح لأجل أسرته رافقته طول مده إقامته بمفردها مهونة عليه الآلام فهي رفيقة دربه إلى أن توفى عام 2009. احتوت الأم ابنائها وعوضتهم عن حرمانهم من والدهم حتى تزوجوا وكونوا لأنفسهم أسرًا وما زالت تقدم لأبنائها وأحفادها يد العون و الحنان والحب والرعاية.