تواجه العملية العسكرية التي تشنها القوات العراقية، منذ أكثر من أسبوعين جمودا اليوم، بعدما عمد مئات من عناصر تنظيم "داعش" المتحصنين في مركز محافظة صلاح الدين، إلى تفخيخ كل شيء فيها. وتمكنت القوات العراقية ومسلحون موالون لها من فصائل شيعية وأبناء بعض العشائر السنية، من استعادة مناطق محيطة بالمدينة التي يسيطر عليها الجهاديون منذ يونيو، إلا أن التقدم داخلها كان أصعب. وقال جواد الطليباوي المتحدث باسم "عصائب أهل الحق" الشيعية التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية، "زرع عناصر التنظيم العبوات في جميع الشوارع والمباني والجسور، وفخخوا كل شيء". وأضاف "توقفت قواتنا بسبب هذه الإجراءات الدفاعية"، مشددًا على الحاجة إلى قوات مدربة على حرب المدن. ولجأ التنظيم الى القنص والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة المزروعة في المنازل وعلى جوانب الطرق، لمواجهة تقدم القوات التي تفتقد للتجهيزات الآلية لتفكيك العبوات، وتعتمد حصرا على العنصر البشري. شدد الطلباوي، على أن معركة استعادة تكريت ستكون صعبة بسبب التحضيرات التي قام بها "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منذ يونيو. وأشار إلى أن الجهاديين محاصرون في أحياء المدينة (160 كلم شمال بغداد)، مقرًا بأن الشخص المحاصر يقاتل بشراسة، وانطلقت عملية تكريت في الثاني من مارس، بمشاركة نحو 30 ألف عنصر، في أكبر هجوم عراقي ضد التنظيم. وفشلت القوات الأمنية ثلاث مرات في السابق في استعادة تكريت، إلا أن هذه العملية بدت أفضل تخطيطا، ويشارك فيها عدد أكبر من السابق. وتمكن المقاتلون، من استعادة مناطق محيطة بالمدينة، واقتحموا الأسبوع الماضي حي القادسية في الجزء الشمالي منها، دون استعادته بالكامل، إلا أن حدة المواجهات تراجعت في الأيام الماضية، لتقتصر إجمالا على القصف المدفعي، وتدخل سلاح الطيران العراقي ذي القدرة المحدودة.