قال أشيكوا ماسكازو، نائب مدير هيئة التعاون الدولى (الجايكا) إن المناخ الاستثمارى فى مصر «مُربك» للمستثمرين اليابانيين بسبب تشابك وتداخل الاختصاصات بين الوزارات والهيئات الحكومية، معتبراً أن مؤتمر «شرم الشيخ» أثبت نجاحه منذ اليوم الأول له. وأوضح «ماسكازو» فى حوار ل«الوطن» أن الهيئة تتعاون مع مصر منذ أن أعلن الرئيس الراحل أنور السادات عن أعمال توسعة المجرى الملاحى لقناة السويس عقب حرب أكتوبر عام 1973، وهو تعاون مستمر حتى هذه اللحظة.. وإلى نص الحوار: ■ نود أن نعرف ما هى «الجايكا»؟ - الجايكا «JICA» اختصار ل«الوكالة اليابانية للتعاون الدولى»، وهى تعمل على تشجيع التعاون فى المجالات الاجتماعية والاقتصادية على المستوى العالمى، وخاصة مع الدول النامية، وهى الوكالة الرسمية الأولى فى اليابان التى تهتم بتوسيع وتطوير برامج التعاون التقنى بين اليابان وهذه الدول، بناء على اتفاقيات تُعقد فى هذا الشأن بين الحكومة اليابانية وحكومات البلدان النامية. ■ وما الخدمات التى تقدمها «الجايكا» لهذه الدول النامية بالتحديد؟ - الهدف الأساسى الذى تطمح إليه «الجايكا» هو تعزيز التعاون التقنى الذى يهدف إلى نقل التكنولوجيا والمعرفة التى تعزز التطور الاجتماعى والاقتصادى فى دول العالم النامى، كما أن الهيئة تتولى تنفيذ مجموعة برامج متعددة فى هذا الصدد، بهدف دعم وتحسين أوضاع شعوب الدول النامية من خلال التعاون التقنى، وهنالك حوالى 1200 موظف يعملون لدى «الجايكا» فى اليابان وفى أكثر من 50 مكتباً منتشرة على المستوى العالمى. ■ هل هيئة التعاون اليابانية منظمة هادفة للربح؟ - على الإطلاق، فنحن منظمة لا تهدف إلى الربح، وإنما تهدف إلى تقديم الخدمات التمويلية للبنية التحتية للدول النامية بقروض متدنية الفائدة، ونلعب أيضاً دور الوسيط بين الشركات الاستثمارية الكبرى والحكومات فى العالم الثالث. ■ وما نوعية الخدمات التى تقدمها الهيئة لهذه الدول؟ - إنها تتمحور حول تحديث الاقتصاد والنظام الاجتماعى وإدارة مصادر المياه وتطوير الخدمات الاجتماعية المحافظة على البيئة، وغيرها من الأنشطة التنموية. ■ متى بدأ التعاون بين «الجايكا» والحكومة المصرية؟ - بدأت الهيئة فى التعاون مع الحكومة المصرية فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وتحديداً فى عام 1975، ولحسن الطالع، البداية كانت بعد حرب أكتوبر 1973 بين العرب وإسرائيل، حيث مولت «الجايكا» مشروع تعميق قناة السويس عقب إعادة افتتاحها إثر انتهاء الحرب من 9 أمتار إلى 11 متراً بقيمة بلغت بين 600-700 مليون دولار أمريكى وقتها، لتوسيع العرض والعمق بقناة السويس. وتمول الهيئة حالياً مشروع «إعادة تأهيل قناطر ديروط» فى أسيوط، وهو الاتفاق الذى تم توقيعه بمبلغ 5٫85 مليار ين يابانى أى ما يعادل 420 مليون جنيه مصرى، فضلاً عن مشروع «إنشاء مبنى الركاب الثانى بمطار برج العرب الدولى، ومشروع رفع كفاءة ثلاث شركات لتوزيع الكهرباء فى شمال القاهرة، والإسكندرية، وشمال الدلتا، إلى جانب إنشاء ملحق جديد لمستشفى «أبو الريش الجامعى للأطفال» وبدء خطوات تنفيذ المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو الأنفاق الذى يصل بين محطتى «الملك الصالح» و«المتحف المصرى الكبير». ■ ما انطباع اليابانيين عن الاستثمار فى مصر؟ - فى الواقع المناخ الاستثمارى فى مصر مربك للمستثمر اليابانى بسبب تشابك وتداخل الاختصاصات بين الوزارات والهيئات الحكومية، ويمكن للحكومة الاستفادة من تجربة هيئة الاستثمار اليابانية، فلدينا تجربه رائعة نجحت فى جذب المزيد من الاستثمارات إلى بلادنا. ■ ما انطباعك عن مؤتمر «مستقبل مصر» الذى عُقد فى شرم الشيخ خلال الأيام الماضية؟ - المؤتمر كان واجهة كبيرة مشرّفة لأكبر شريك لنا فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وأعنى به مصر، والمؤتمر أثبت نجاحه منذ اليوم الأول.