شهدت مباريات الجولة الماضية في بطولات الدوري في أوروبا عددًا من الأخطاء الفادحة التي وقع فيها الحكام في بطولتين من أقوى بطولات الدوري في العالم، وهو ما أثار مجدداً، الجدل حول إمكانية استخدام التكنولوجيا في ملاعب كرة القدم، بالإضافة لدق ناقوس الخطر لحكام أوروبا عقب المستوى المتدني الذي ظهروا عليه خلال الجولة الماضية، وهو ما دفع اللاعبين والمدربين لإعلان الثورة على قضاة الملاعب. أكثر الأحداث سخونة كانت في الدوري الإيطالي، وكان نصيب الأسد منها للحكم الشاب أندريا جيرفاسوني، الذي أدار مباراة كاتانيا مع يوفنتوس، واتخذ خلالها عدداً من القرارات المثيرة للجدل، أهمها على الإطلاق إلغاء هدف صحيح لصالح كاتانيا أقره كل من في الملعب وأولهم بيبي ماروتا المدير الرياضي لفريق يوفنتوس، وزاد الطين بلة باحتسابه هدفاً ليوفنتوس جاء من تسلل واضح على الدنماركي نيكلاس بيندتنر، و هو ما دفع نطونيو بولفيرنتي رئيس نادي كاتانيا بوصف ما حدث ب"العار". ولم تخل باقي مباريات الجولة من "فضائح" تحكيمية أخرى، أهمها الثلاث نقاط التي حصدها فريق الميلان أمام جنوى بهدف أحرزه المهاجم ستيفان شعرواي، ولكن الأزمة أن أجنازيو أباتي الذي مرر الكرة للشعراوي كان في موقف تسلل واضح تغاضى عنه الحكم باولو ماتزوليني، الذي خرج من جدل تحكيمي كبير قبل نحو شهرين بقراراته المثيرة للجدل في مباراة السوبر الإيطالي بين يوفنتوس ونابولي، فيما ألقى الجهاز الفني لفريق روما باللوم على دافيدي ماسا، حكم مباراة الفريق أمام أودينيزي، وأكدوا أنه أهدى الفوز لأوديني بضربة جزاء وهمية، بالإضافة لمستواه الضعيف وإخراجه للبطاقة الحمراء مرتين للثنائي إيريك لاميلا وباناجيوتيس تاشسيديس. والغريب في الأمر أن ستيفانو براسكي مسئول الحكام في الإتحاد الإيطالي خرج بتصريحات مستفزة للجميع، مؤكداً أن التحكيم الإيطالي "بخير" وأن جميع الأخطاء التي شهدتها المباريات أخطاء "طبيعية". ولم تتوقف أخطاء التحكيم على الكالشيو فقط، بل امتدت للبريميرليج، بعدما تقدم نادي تشيلسي بشكوى رسمية للاتحاد الإنجليزي ضد مارك كلاتنبرج حكم مباراته أمام مانشستر يونايتد، بعدما اتهمه صراحة بمحاباة الشياطين الحمر بإخراجه البطاقة الحمراء للثنائي برانيسلاف إيفانوفيتش وفيرناندو توريس في غضون خمس دقائق فقط، بالإضافة لاحتسابه هدف خافيير هيرنانديز في الدقيقة 75 من تسلل واضح أثار غضب "أسود لندن". وما زاد الأحداث سخونة هو تقدم النيجيري جون أبي ميكيل لاعب وسط تشيلسي بشكوي رسمية ضد حكم المباراة في الشرطة الأنجليزية يتهمه فيها بالتعدي عليه بألفاظ عنصرية . فيما قام الحكم أندري مارينر بإجهاض حلم ليفربول بتحقيق الفوز في ديربي الميرسيسايد، بعدما ألغى هدفاً صحيحاً للمهاجم الأورجواياني لويس سواريز في الدقيقة 94 من عمر اللقاء، بحجة التسلل، وهو القرار الذي أثار غضب جماهير ليفربول، في الوقت الذي كان يستحق فيه سواريز الطرد بعدما إعتدى بالضرب على سيلفان ديستان بدون كرة. وتأتي أخطاء الحكام الفادحة في أكبر الدوريات الأوروبية لتضع ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي في ورطة كبيرة، كونه الوحيد في الوقت الحالي الذي يرفض إدخال التكنولوجيا للملاعب، بعدما ابدى جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي إستعداده للإستعانة بالكاميرات التلفزيونية في الحالات الدقيقة، إلا أن بلاتيني قد يضطر للتراجع، خصوصاً وأن البطولات الكبرى تشهد أيضاً قرارات مثيرة، وأشهرها إلغاء الحكم المجري فيكتور كاساي هدفاً صحيحاً لأكورانيا في بطولة اليورو الأخيرة، تسبب في خروج المنتخب الإوكراني من البطولة، و مازال العالم بأكمله يتذكر قرارات الحكم النرويجي الشهير توم هينينج أوبريو في مباراة تشيلسي وبرشلونة في دوري الأبطال 2009.