ببدلة رسمية أنيقة وربطة عنق محددة، ركب «صابر» سيارته التاكسى، يتجول فى شوارع مدينة شرم الشيخ، يوزع الابتسامات بين زملائه الذين اشتركوا معه فى المهنة والزى أيضاً، فالرجل السبعينى لم يصدق أنه بعد 10 سنوات من العمل داخل مدينة شرم الشيخ تشترك فئة «التاكسى» و«الليموزين» حتى «السرفيس» فى «زى موحد» يعكس مظهراً حضارياً مشرفاً لاستقبال الدول المشاركة فى المؤتمر الاقتصادى، رغم الأزمات التى مر بها هو وبقية زملائه بعد ثورة 25 يناير. تهللت أسارير صابر بدير، 64 عاماً، نقيب سائقى التاكسى فى شرم الشيخ، حين نظر لنفسه فى المرآة، ليجده شخصاً آخر، بعد سنوات من البطالة، يتسلم بدلة رسمية من رئيس مجلس المدينة من ضمن 720 سائقاً من فئة التاكسى والليموزين والسرفيس، ليبدأ عهداً جديداً بفضل انعقاد المؤتمر الاقتصادى فى المدينة التى قضى فيها أكثر من 10 سنوات، نصفها كانت البطالة والركود حليفيه فيها: «من زمان مفرحناش، ولا شفنا يوم زى النهارده، البدلة دى بشرة خير علينا كلنا». مقابل 100 جنيه تسلم «صابر» بدلته الرسمية، رغم ضيق ذات اليد لكنه أصر على الدفع حتى إن اضطره الأمر للسلف من أصدقائه: «لما أدفع 100 هاخد قصادها 1000 جنيه، بس المهم أشتغل وأرجع أصرف على بيتى»، مؤكداً أن الظهور بمظهر يليق بالمؤتمر «فتحة خير» عليه وعلى أبنائه وأحفاده: «حاسس إن شرم الشيخ هترجع زى الأول، وبدل ما عربيتى تقعد فى الجراج هلف بيها شرم كلها». «يا رب ما يبقاش موسم ونرجع للى كنا عليه»، الأمنية التى يتمناها السائق السبعينى وبقية زملائه.