ببدلة رسمية أنيقة، ركب "صابر" سيارته التاكسي، ليتجول بها في شوارع مدينة شرم الشيخ، يوزع الابتسامات بين زملائه الذين ارتدوا بدورهم الزي نفسه، فالرجل السبعيني لم يصدق، بعد 10 سنوات من العمل داخل المدينة السياحية، أن فئة سائقى "التاكسي"، و"الليموزين"، وحتى "السرفيس"، سيرتدون "زيا موحدا" فى يوم من الأيام، والسبب: استقبال الوفود المشاركة في المؤتمر الاقتصادى. تهللت أسارير "صابر"، 64 عاماً، نقيب سائقى التاكسي في شرم الشيخ، حين نظر لنفسه في المرآة، بعد سنوات من البطالة، بسبب تراجع السياحة، يتسلم بدلة رسمية من رئيس مجلس المدينة، ضمن 720 سائقا من فئة "التاكسي والليموزين والسرفيس"، ليبدأ عهدا جديدا من العمل بفضل المؤتمر الاقتصادى، الذى سينعقد، غدا، في المدينة التى قضى فيها أكثر من 10 سنوات، نصفها بطالة وركود: "من زمان مافرحناش، ولا شوفنا يوم زى النهاردة، البدلة دى بشرة خير علينا كلنا". مقابل 100 جنيه، تسلم "صابر" بدلته الرسمية، ورغم ضيق ذات اليد، فإن أصر على الدفع، حتى لو اضطر للاستدانة من أصدقائه: "لما أدفع 100 هاخد قصادها 1000 جنيه، بس المهم أشتغل، وأرجع أصرف على بيتى"، مؤكدا أن الظهور بمظهر يليق بالمؤتمر "فتحة خير" عليه وأبنائه وأحفاده: "حاسس إن شرم الشيخ هترجع زى الأول، وبدل ما عربيتى تقف في الجراج، هلف بيها شرم كلها". "يارب ما يبقاش موسم، ونرجع للى كنا عليه".. الأمنية التى يتمناها "صابر" وبقية زملائه، مؤكدا أن المظاهر الحضارية التى انعكست على الشوارع وعلى أنفسهم لا تجدى نفعا، إلا إذا استمرت لما بعد انتهاء المؤتمر: "تنشيط السياحة مش لازم يبقى مرتبط بحدث، المهم هنكمل ولا لأ، لأننا داخلين على موسم مصايف، وتعبنا من قعدة البيوت".