قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الاحتفال ب"يوم الأم" أمر جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم، يجعل "الأم" أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مقدمة على الأب في ذلك؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ" (متفق عليه). وأضاف "علام" في رده على سؤال ما حكم الاحتفال بيوم الأم؟، أن من مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمي لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس. وأشار إلى أن البدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ". وأقر النبي -صلى الله عليه وسلم- العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية التي كانوا يتغنون فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، كما في حديث الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان بغناء يوم بُعاث"، وجاء في السنة "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- زار قبر أمه السيدة آمنة في أَلفَي مُقنع، فما رُؤي أَكثَر باكيًا من ذلك اليوم".