أكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بعيد الأم أمر جائز شرعا، ولا مانع منه ولا حرج فيه، لما في ذلك من نشر لقيمة البر بالوالدين، وصلة الرحم في عصر أصبح فيه العقوق ظاهرة تبعث على الأسى والأسف. وأضافت دار الإفتاء "لنا في رسول الله الأسوة الحسنة؛ حيث كان يحب محاسن الأخلاق ويمدحها من كل أحد، حتى ولو كان على غير دينه". ولفتت الإفتاء إلى أن من مظاهر تكريم الأم، الاحتفاء بها، وحسن برها والإحسان إليها، وليس في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك، يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم، فإن هذا أمر تنظيمي لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس، فإن البدعة المردودة هي ما أحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ"، ومفهومه أن من أحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود، وقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية، التي كانوا يتغنون فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، كما في حديث الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان بغناء يوم بُعاث".