أيام قلائل ويحل عاما جديد على "العمر" والذى يحمل فى طياته الكثير من التساؤلات ولكنها بلا أجوبة حقيقية حتى الآن "مع بداية ال31 يا (عمرى)، إعترف ؟ هل ما مضى ورحل كان شيئاً إيجابيا أم عبثياً؟ ذكرني بطفولتي الغائبة؛ أحلامي؛ أصدقائي؛ الفرح؛ الحزن؛ الاماكن؛ الوداع؛ الحنين؛ إحساسى بالحب ولوكذباً!. تحدث أيها العمر الذى مضى وتناثرمن حولى دون شعورى ... تكلم ولا تخجل أنا أسمعك!، ياصاحب ال31 ربيعاُ .. أتذكر طفولتك " تقص السيدة الطيبة وتحكى بأنك كنت أبيض البشرة"، ثقيل الوزن ، تسير على قدميك ببطء، كالسلحفاة، ما من أحد شاهدك ووقع نظره عليك إلا وأصابك الهم والحزن، "يحسدونك " علناً. فأذهب بك خائفة إلى جدتك لكى تصرف عنك عيون الحاسدين "بتلاوة القرأن " ... ليهدأ قلبك بعدها، وترتسم البسمة على ملامحك الطفولية "مؤقتا" فى إنتظار حاسد جديد، تقول أيضا أنك كنت طفلاً شقياُ منطلقاً تعشق الحرية منذ الصغر تكره التقيد.. كالطائر الذى يجول في الفضاء شرقا وغربا، لا يهبط إلى الأرض سوى قتيلا أو مريضاً. و رغم ذلك كان لك قلبا طيباً محبا، لم تعرف الأنانية لك طريقا تحرص دائما على التودد والتقرب من الجميع، وهذا ما تبقى فيك إلى الآن، اليوم وكلما شاهدت صورك القديمة، أصابني "الذهول" ويخطر ببالي تساؤلات عدة، ترى أى الذنوب اقترفتها ياولدي حتى صار وجهك الأبيض الصافي، بلون داكن بلا بسمات!. ياصاحب ال31 ربيعاً، أعلم شعورك الدائم بالذنب والتقصير تجاه أبيك الذى تحمل المعاناة والمشقة من أجلك أنت وأخواتك الطيبين، علمك التام بأنه قدم كل ما فى وسعه لاسعادك، ولم تقدم أنت لحظه سعادة حقيقية له، كم كنت خجولا فى إظهارحبك الشديد له، تلوم نفسك دوما فلم تكن الإبن الذى حلم به يوماً، أن تكون قاضيا أو صحفيا مثل أخيه، ورغم ذلك كان يحبك بشده ويشاورك فى امور كثيرة، ويخاف أن يصيبك مكروه. أتذكر إذا أصابك حزن أوضيق لأمر ما تعجز عن القيام به، ماذا يقول لك، طلباتك يا أبو خليل، لا تهتم لأي شيء فيدخل على قلبك السرور، تذكر دموع عينيه حين كان راقداً يتوجع من شدة الألم، أتذكر دموعك أنت إحساسا منك وظناً أنه اللقاء الاخير بينكما، فقطار الرحيل يستعد للتحرك حيث العالم الآخر، وبالرغم من هذا أعرف مدى عرفانك برسالته الأبوية، التى صنعت منك رجالا حقيقاً يعي المسئوليه جيداً. ياصاحب ال31 ربيعاُ .. من المكتسبات الجميلة فى حياتك نعمة الأصدقاء الأوفياء، كنزك الحقيقي الذى تفخر وتعتز به، فقلبك كنافذة من زجاج صافى تطل منها على أحلى ما فى الدنيا لترى كل المعانى الرائعة، أصدقاءك هم سر بقاءك فى تلك الحياة، إياك أن تقطع حبل وصالهم ذات يوم، حينها ستصبح خاسراً، أوصيك بالنافذة الزجاجية حافظ عليها قدر المستطاع وأحذر أن تتخللها الشروخ. فالأصدقاء الذى يشملهم الحب والاحتواء ما هم سوى "عقل واحد فى أجساد مختلفة"، فالصداقة هي المتنفس والطاقة التي منحنا الله إياها، فلنسعى دائما في الإرتقاء بها، بكل ما أوتينا من قوة، لكن كن حذراً من الاصدقاء ذوي الوجوه الضاحكة والقلوب المظلمة التي اتخذت من الغل والحقد مذهباً، هولاء هم الخونة، فلا تنخدع!. وأخيراً ياصاحب 31 ربيعاً، قل لى ولو كذباً، ألم يطرق الحب قلبك ذات يوم؟، حدثنى ولو تخجل فصمتك لا يفيد، فأنا أعلم أنك أحببت "يوما ما " لكن جبنك وضعفك وقتها تفوق على إرادتك، فالحب إرادة، وبه تصبح للحياة متسعا آخر، أخيرا، أوصيك أن تكون طيباً طيلة حياتك، شامخاً كالنخيل لحظة موتك!.