أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن اجتماع الجامعة العربية يأتي في ظل ظروف استثنائية وتحدياتٍ غير مسبوقة يواجهها عالمنا العربي، فخريطة الواقع العربي مكتظة بالبؤر الملتهبة، ولقد وفرت البيئة المضطربة في عدد من الدول العربية أرضًا خصبة لنمو التطرف والإرهاب في ظل تفكك مؤسسات الدولة وغياب دورها جزئيًا أو كليًا. وقال "شكري"، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، اليوم، إن "العرب اليوم في حاجة إلى تفعيل دور مؤسساتنا الدينية لتوجيه الدفة نحو الفهم السليم لغايات الدين الحقيقية.. نحتاج إلى تطوير الخطاب الديني تعزيزًا للوعي بصحيح الأديان السماوية ومقاصدها السامية من سماحة ورحمة وقبول للآخر". وشدد على أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولويات العمل العربي المشترك لا تبرح مكانها، وسيظل التأييد المصري التاريخي قائمًا حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة والثابتة في كل مقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وجدد الوزير تأكيد مصر على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، الذي يعاني أزمة إنسانية طاحنة ينذر استمرارها باحتمالات تفجر الوضع مجددًا، وهنا نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لتتحمل مسؤولياتها تجاه الوضع الإنساني المتأزم في قطاع غزة باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال. وجدد دعوة مصر إلى الدول المانحة إلى الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها خلال مؤتمر "إعادة إعمار غزة" المنعقد بالقاهرة في أكتوبر الماضي. واعتبر "شكري" أنه لم يعد القبول بوتيرة التعاطي الدولي أو الإقليمي مع ما يدور في سوريا "منطقيًا"، مشيرًا إلى الحاجة المُلحة للتعاون والتنسيق واعتماد تصور عربي يفضي إلى إجراءات جدية لإنقاذ سوريا وصون أمن المنطقة، ومبادرة مصر بدعم من أشقائها العرب في العمل مع القوى الوطنية السورية المعارضة نحو توحيد كلمتها وصولًا إلى طرح الحل السياسى المنشود و"نتطلع فى هذا الصدد إلى المؤتمر الموسع لقوى المعارضة الوطنية السورية الشهر المقبل فى القاهرة والذى يصب فى هدف تحقيق الحل السياسى الذى يحقق تطلعات وطموحات الشعب السوري في نظام ديمقراطي تعددي يكون وقاية من سيطرة الإرهاب والتطرف فى سوريا والمنطقة". وتطرق وزير الخارجية، إلى أن انعكاس ما يجري في ليبيا على مصر وأمنها لا يخفى على أحد، و"قد شاهدتم جميعًا ما لقاه عدد من المواطنين المصريين من مصير مأساوي على الأراضى الليبية مؤخرًا، فما يحدث في هذا البلد الجار لا يمكن السكوت عليه بأى حال من الأحوال، واسمحوا لي في هذا المقام أن أعيد التأكيد على موقف مصر، والذى كان واضحًا لا لبس فيه في بياننا أمام مجلس الأمن خلال الجلسة المنُعقدة مؤخرًا بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا". وأكد احترام مصر لإرادة الشعب الليبي في تقرير مصيره ومستقبله، وكان هذا مبعث تأييد مصر لمجلس النواب المنتخب والحكومة المنبثقة عنه، داعيًا إلى تقديم كل أشكال الدعم والمساندة لهذه الحكومة الشرعية دون إبطاء أو شرط لتتمكن من بسط سيطرتها وسيادتها على كامل الأراضي الليبية وبما يفعل دورها في مكافحة الإرهاب المستفحل هناك. وأشار إلى دعم مصر بكل قوة للحلول السياسية المطروحة من قبل الأممالمتحدة بين القوى السياسية الرافضة للعنف والإرهاب، وأوفدنا سفيرنا لدى ليبيا إلى الحوار القائم في المغرب الشقيق لدعم المبعوث الدولي "برناردينو ليون" في مسعاه لمساعدة الليبيين على تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا. ولفت الوزير إلى أن هناك تهديدات ضخمة لوحدة واستقرار اليمن، الأمر الذي يلقي بتبعات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة العربية بأسرها، بل ربما يتعداه لتهديد الأمن والسلم الدوليين، وتابع: "أن اليمن يواجه تحديات متعددة والضرورة قصوى لفعل كل من يمكن لمساعدته، وجذبه بعيدًا عن حافة الهاوية. إن موقفنا من الأزمة هناك يستند إلى ضرورة تقديم كل أشكال الدعم للحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن، وحتى يتحقق للشعب اليمني الشقيق كل ما يصبو إليه من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية وليتمكن من تحقيق التنمية الشاملة التى يسعى إليها ويستحقها".