يكتب وصيته ويسلمها لزميل له اختاره لتسليمها لذويه إذا استشهد، وبعد ذلك يتجه مرتديًا زيه إلى طائرته "الميج 21"، آملًا في "غسل عاره" من اليهود باستعادة أرض الفيروز، تاركًا حياته على الأرض التي لم يتأكد من الرجوع إليها ثانية أم لا، إنه "الطيار المقتل المصري" في حرب أكتوبر. شهداء من أرقى أنواع المقاتلين راحوا في سبيل شرف الوطن في حرب أكتوبر المجيدة عام 73، ولكن لم يلقَ عليهم الضوء طوال 42 عامًا، ليكشف أحد الأبطال من طياري حرب أكتوبر ل"الوطن"، كواليس استشهاد أصدقائه الذين لم يتناولهم الإعلام، على الرغم من أنهم اختاروا بإرادتهم التضحية لتدمير طائرات العدو الصهيوني. اللواء طيار أحمد كمال المنصوري، أحد أبطال حرب أكتوبر، صاحب أطول معركة جوية التي استغرقت 13 دقيقة، يتحدث ل"الوطن"، عن استشهاد أربعة أبطال خلال المعارك الجوية غير المتكافئة بالنظر إلى إمكانيات الطائرات الإسرائيلية في مقابل الطائرات المصرية. الشهيد: سليمان صالح ضيف الله "ودين أمي ما سايبه".. آخر جملة قالها الشهيد الطيار "سليمان صالح ضيف الله" للواء المنصوري في إحدى المعارك الجوية بعد إصابة طائرته، متوعدًا بالإلحاق بالطيار الإسرائيلي والاصطدام في طائرته حتى طاله وسقط شهيدًا بعد انفجار الطائرتين، بعد أن ترك وصيته قبل خروجه إلى المعركة مع المنصوري، الذي كشف محتواها، حيث أوصى ضيف الله زوجته بالزواج بعده من رجل صالح وأن تعطي ابنه الذي لم يره إلا مرة واحدة والتي كانت ساعة واحدة لوالدته شيخة العرب ليتربى مثلما نشأ والده الشهيد، مشيرًا- المنصوري- إلى أن على الرغم من أنها لم ترَ الوصية تزوجت صدفة من طيار آخر اسمه "صالح"، أما عن ابنه فتوفي في نفس يوم وفاة أبيه 24 أكتوبر، ولكن بعدها ب24 سنة. الشهيد: حسن لطفي عندما دخل المنصوري المتحف الحربي وجد أربع صور مجمعة في مكان واحد، الأولى للشهيد الطيار حسن لطفي والذي خرج مع المنصوري في أول معركة جوية واستشهد، قائلًا: "كان أول شهيد في حياتي"، مضيفًا أنهم أصابوا طائرة إسرائيلية عندما حاولت 6 طائرات اختراق المجال الجوي المصري، وكانت تحت صورة لطفي صورة الشهيد سليمان ضيف الله، آخر شهيد في الحرب. الشهيد: عاطف السادات أما عن الصورة الثالثة فكانت للشهيد الأول في حرب أكتوبر، عاطف السادات، شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، وأكد "المنصوري" أنه الوحيد الذي شهد وفاة عاطف السادات، حيث أصابته طائرة من النوع "سوخوي" بصاروخ واشتعلت طائرته، فعندها رأى بعض الطيارات الإسرائيلية قادمة فعمد الاصطدام بها لتدميرها، مضيفًا "كان أول قربان في حرب أكتوبر، والسادات قدَّمه مثلما قدَّم سيدنا إبراهيم ابنه إسماعيل فداءً"، مشيرًا إلى أن الرئيس السادات عندما علم باستشهاده قال "أحسن من مين ولا مين ولا مين ولا مين.. كلهم أولادي". الشهيد: أحمد حسن أما عن الصورة الرابعة للشهداء فكانت للشهيد زميله "أحمد حسن"، مشيرًا إلى أنه استطاع إسقاط 13 طائرة إسرائيلية، ومنها طائرتان بصاروخ واحد، متسائلًا: "من أتى بهذه الصور مجمعة.. ده مش شغل بني آدمين.. ده شغل ربنا.. إنه صنع الله".