هدم أضرحة أولياء الله الصالحين هو هدم للإسلام، وزيارتنا لأولياء الله حب لهم ولآل البيت ولا يصح تحريمها، هكذا تحدث الدكتور محمد طاهر القادرى، الداعية الباكستانى الشهير ومؤسس منظمة منهاج القرآن العالمية الذى يلقبه تلاميذه ب«شيخ الإسلام»، وله كتاب للرافضين للصوفية يصفهم فيه بالخوارج، بعنوان «الإرهاب فى فتنة الخوارج». «الوطن» التقت به أثناء زيارته ضريح الشيخ أبوالحسن الشاذلى، فى جبل حميثرة بالبحر الأحمر، فقال إنه يطالب علماء الأزهر وشيوخ الطرق الصوفية بالتوحد من أجل تصحيح المفاهيم الصوفية الحقيقية. وأضاف أن «التصوف هو الشريعة، وأن معارضى الصوفية، وهادمى الأضرحة لو عرفوا حقيقتها لكانوا أول المتصوفة». «القادرى» ولد فى 19 مارس عام 1951 فى مدينة جهانج، وهو نجل الدكتور فريد الدين القادرى الفرنجى، تعلم فى المدينةالمنورة وحصل على الليسانس بمرتبة الشرف من جامعة البنجاب عام 1970 وشهادة القانون عام 1974 والدكتوراه عام 1978، وأنشأ مؤسسة «منظمة القرآن العالمية»، وله أكثر من 100 كتاب فى العقيدة والحديث والتصوف.. وإلى الحوار: * ما الذى دفعكم إلى زيارة «أبوالحسن الشاذلى»؟ - هذه الزيارة نعمة عظيمة وبها بركة كبيرة، وزُرت مصر مرات، وفى كل مرة كنت أحب أن أزور أبا الحسن الشاذلى، لكن لم أوفق فى ذلك، لكن هذه المرة، وفقنى الله. * وهل ستكرر هذه الزيارة؟ - بالتأكيد بعد وقوفى أمام «الشاذلى» سأحرص على زيارته مرة أخرى، خصوصاً أن المكان يتمتع بروحانية خاصة. * هل وجدتم مشقة فى الرحلة من باكستان إلى حميثرة؟ - الرحلة طويلة ولكن لا شقاء عند لقاء الأحبة، نحن نحب أولياء الله وآل بيت الرسول، لذا كانت الرحلة ميَّسرة وهينة علينا. * وهل حصدت ثمار جهودكم فى نشر التصوف؟ - ليست لدىّ إحصائيات محددة ولكن أعتقد أن جهدى سيثمر لأنه لله، كما أننى أثنى على جهود العلماء والمشايخ والطرق المختلفة فى مصر فى نشر التصوف. * ما التصوف فى نظركم؟ - يجب أن نؤكد أن التصوف يجب أن يكون حسب الشريعة، ليكون تصوفاً مقبولاً وأى دعوة بخلاف الشريعة وأوامر الرسول تكون باطلة، والإمام أبوالحسن الشاذلى له قول مأثور هو «حصلنا على كل شىء بموافقة الشريعة وعلى سُنة الرسول». * واجهت فى باكستان محاولات من بعض الشيوخ للهجوم على التصوف، وهو أمر يحدث حالياً فى مصر من محاولات لهدم الأضرحة وتحريم زيارة أولياء الله لصالحين، فما ردك؟ - هذا الأمر غير طيب، لأن زيارات أولياء الصالحين سُنة، فالرسول كان دائم الزيارة أسبوعياً يومى «الخميس والجمعة» لشهداء المسلمين كما أنه أمر بزيارة القبور، لكننا لا نجد حواراً بين شيوخ التصوف وبين من يدعون إلى هدم الأضرحة وتحريم زيارتها. * هل تدعوهم لفتح حوار عن التصوف بالطريقة الصحيحة؟ - أدعوهم للحوار بالتأكيد، وعلى شيوخ التصوف توضيح حقيقته للجميع، التى بفضلها تمسك المسلمون أكثر بالشريعة والسنة. * وما ردكم على هجوم بعض شيوخ «السلفية» فى مصر ومحاولة هدم الأضرحة؟ - أمر لا يجوز، فهدم الأضرحة هو هدم للدين، وأستعين بقول الله تعالى «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون»، فمن يدعون لهدم الأضرحة لا يعرفون حب آل البيت. * هل ستجتمعون مع شيوخ الطرق الصوفية فى مصر؟ - أحاول جاهداً ولكن ظروف السفر وبُعد المسافة تقف حيال ذلك، ولكن إذا سنحت الفرصة سألتقى بهم بلا شك، لكنى بعيداً عن ذلك زُرت مسجدى «السيدة نفيسة» و«الحسين». * وبم ستنصحهم فى لقائك؟ - سأنصحهم بتوضيح حقيقة التصوف التى تمثل الإسلام الوسطى لمخالفيه ومعارضيه والعمل جاهدين على نشره وبث قيم الحب والتسامح بين المسلمين. * أنشأ عدد من شيوخ الطرق الصوفية فى مصر المجلس الصوفى العالمى بهدف توحيد الجهود لنشر التصوف فى العالم، فما رأيك؟ - هو جهد محمود يشكرون عليه وأنا على استعداد للتعاون معهم والتنسيق بينهم آملاً أن تؤتى ثمارها فى المستقبل القريب. * وما رأيك فى رابطة علماء الأزهر المتصوفة لنشر وسطية الإسلام؟ - الأزهر منارة الإسلام وعليه دائماً أن يعتلى الدعوة ودوره مهم، وهو جهد محمود وطيب منهم، والأزهر لأكثر من ألف عام نشر الإسلام وتحمل جهد الدعوة، وإذا اتحد العلماء من أهل السُّنَّة لتأسيس علوم التصوف ونشرها يكون أفضل بالطبع، لأن الجمع بين العلم والسلوك هو السبيل الحق، وأنا أؤيد الجمع بين «الشريعة» و«الطريقة».