حالة من الاستياء شعر بها أهالى الإسكندرية، بعد تغيير بوابات المحافظة، الموجودة على الطريق الصحراوى، والمستوحاة من التصميمات اليونانية الرومانية، واستبدالها بتصميم آخر شبهوه ب«أنابيب الجاز». انتقد مواطنون شكل البوابات الجديدة، مؤكدين أنها تخلو من الذوق والجمال، فى الوقت الذى أكد فيه النشطاء والمتخصصون فى الجوانب المعمارية، أن الحداثة لا تمنع الاعتزاز بالتاريخ، واتهموا القائمين على التصميم الجديد بجهلهم التام بتاريخ عروس البحر الأبيض المتوسط. يسرى عبدالله، أحد سكان منطقة السيوف «46 سنة»، قال ل«الوطن»، إن المسئولين لا يدركون أهمية الإسكندرية كمدينة تراثية أثرية عريقة، وجدت قبل الكثير من الدول العظمى بقرون، ولا يهتمون بما ترمز إليه منشآتها من عبق للتاريخ القديم والحديث. وتساءل كريم عزالدين، مهندس بشركة إنشاءات: «البوابة القديمة كانت مستوحاة من العصر الرومانى وعصر ازدهار الثقافة فى الإسكندرية.. يا ترى البوابة الجديدة مستوحاة من إيه بالظبط»؟ كما سخرت من الأمر ميسى رأفت، الطالبة بالفرقة الرابعة فى كلية العلوم بجامعة الإسكندرية، قائلة: «يبقى مفيش غير حل واحد وهو نفس الفكر اللى عند كل الإسكندرانية وهو الاستقلال بإسكندرية وإعلانها دولة منفردة». وأضافت منى شديد، الموظفة فى هيئة البريد: «للأسف مبقاش فيه ذوق وجمال ورقى فى التصميمات زى زمان، واللى اتعمل ده خطأ تاريخى فى حق مدينة عريقة». من جانبه قال هيثم الحريرى، عضو مجلس نقابة المهندسين بالإسكندرية: «الناس دى لازم تتحاسب، إحنا أحسن ناس تخرب وتهد مش تبنى، وفى كل الدول المتحضرة الناس بتحافظ على الطابع الحضارى والثقافى والمعمارى لبلادها، لكن عندنا بنطمس حضارتنا الأكثر عراقة وجمالاً، ونستبدلها بأشكال مشوهة ليس لها أى طابع فنى أو حضارى بل تنم عن انحطاط فى الذوق العام. على الجانب الآخر، رفض الدكتور محسن السايح، مدير حى غرب بهيئة الآثار بالإسكندرية، الهجوم على الشكل الجديد لبوابات المدينة، مؤكداً أن البوابات القديمة ليست تراثية أو أثرية. وأضاف ل«الوطن»: تاريخ الإسكندرية مكون من 3 عصور الفرعونى والإسلامى والرومانى، وإذا كانت البوابات القديمة مبنية بشكل مستوحى من الروح الرومانية فلماذا لا نخلط بين جميع الثقافات؟