سار على خطى والده ليس فى مجال الطب فحسب، بل فى جمع الأخشاب من على شواطئ الإسكندرية، حيث تلقى بها الأمواج بعد كل نوة شتاء. اعتاد «شهير ماجد»، 38 عاماً، طبيب بشرى، أن يسير على رمال البحر باحثاً عن قطع خشبية، يحولها بيديه إلى قطع فنية من الأثاث. تخصص «شهير» فى جراحة العظام، بعد تخرجه فى كلية الطب عام 2000. مارس خلال السنوات الماضية مهنة الطب بجانب هوايته التى اعتاد عليها منذ الصغر: «أنا ورثت عن أبويا حاجتين: الطب والخشب». حياته كأحد مواطنى الإسكندرية، كانت رافداً مهماً فى تكوين هوايته. عندما كان صغيراً كان يخرج مع أبيه.. يجمعان الخشب معاً من على الشاطئ. ينقلان القطع الخشبية إلى مخزن فى منزلهما بالعجمى، وبعد ذلك يحوله أبوه إلى قطع من الأثاث. ذات يوم طلب منه صديق لديه معرض لوحات فنية عرض بعض منتجاته، حازت منتجاته على إعجاب الحضور وبيعت كلها. أقام بعدها 3 معارض خلال 3 سنوات: «الموضوع بدأ يكبر فى دماغى، وحولت الهواية إلى مهنة». تشارك «شهير» مع مصمم أزياء فى جمع الخشب، وبدأ مشروعه يتوسع لدرجة جعلته يترك الطب ويتفرغ لتجميع الخشب وتصنيعه: «مرحلة وصلت إليها بعد 20 عاماً من تجميع الخشب من الشواطئ». ينظم «شهير» حوالى 4 معارض سنوياً، وساهمت مواقع التواصل فى الترويج لمنتجاته: تحويل الأخشاب القديمة من قطع صغيرة إلى منتجات خشبية. ترابيزات وسراير. هذا ما يسمى عالمياً «driftwood» وهو أغلى أنواع الأثاث، لأنه مؤسس من أخشاب ذات قيمة. كل قطعة يتم بيعها تكون بمثابة لوحة فنية خاصة بذاتها. «أنا مش شايف أن التصدير مهم بالنسبة لنا، المهم إنى أشوف نتيجة العمل بتاعى قدام عنيا» قال «شهير» الذى يحافظ دائماً على العلاقة بينه وبين عملائه، وأن تكون مباشرة. وقال أيضاً إنه يستطيع تحقيق مكاسب أكبر فى حالة التصدير للخارج، لكنها خطوة مؤجلة فى الوقت الحالى. ويرى أن مهنة الطب أصبحت تمثل له ضغوطاً ومتاعب: «أسلوب حياة الطبيب والتزاماته مرهقة، أما مهنة تصنيع الأخشاب القديمة فهى مختلفة، أنا عايش فى العجمى فى مكان هادى بعيد عن الدوشة». جمع الخشب يمثل ل«شهير» متعة وتأملاً وتفكيراً وإبداعاً وإرضاء لنفسه، كما أنه يشعر بسعادة بالغة عندما يرى سعادة الناس من حوله كلما اشترى أحد زبائنه منتجاً جديداً.