عاشت منطقة مستشفيات جامعة عين شمس سنوات من الإهمال، ومواجهة الصعوبات والتحديات، أدت إلى انخفاض مستويات الخدمة المقدمة للمواطنين، قبل أن يتم اتخاذ قرار من الرئيس السيسى بتطوير تلك المنطقة وتحويلها لمدينة طبية رفيعة المستوى، من خلال إنشاء بنية تحتية طبية وإدارية جديدة ومتطورة، وتهيئة بيئة عمل جاذبة، وتجميل الموقع العام والقضاء على التجمعات العشوائية، وميكنة مستشفيات المدينة الطبية وتعميق التحول الرقمى فى أساليب عملها. المدينة تضم 3430 سريرا وبحسب خطة التطوير التى حصلت «الوطن» على نسخة منها، فمن المتوقع ألا تقل تكلفة أعمال تطوير المدينة الطبية عن 2.5 مليار جنيه، لمضاعفة الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين، لتصل لأكثر من 3 ملايين مريض سنوياً فى جميع التخصصات، حيث تشمل المدينة 10 مستشفيات ومراكز طبية فى كل التخصصات العامة والدقيقة، ومركزاً للأبحاث الطبية بجملة 3430 سريراً. وتشمل مراحل التطوير والترميم مستشفى النساء والتوليد، وإنشاء مستشفى جامعة عين شمس الافتراضى، وتطوير الموقع العام وإنشاء السور الخارجى الذى يحيط بالمدينة الطبية وكلية الطب، والجراج متعدد الطوابق، بالإضافة لإنشاء مجمع التخلص من النفايات الطبية الخطرة، وتطوير بنك الدم الرئيسى، ومركز المناظير المجمعة، ومركز الطب النفسى، والعيادات الخارجية، ومركز التدريب بالمستشفيات، كما يجرى إنشاء مستشفى علاج الأورام، كذلك تقديم برامج تدريبية مدمجة للأطباء وخدمات علاجية متخصصة للمرضى من مختلف الدول. «التعليم العالي»: المدينة صرح علمي للباحثين.. ونقلة حضارية وتضم المدينة الطبية ب«عين شمس» مستشفى الشهيد أحمد شوقى لطب المسنين، بسعة 101 سرير، و35 سرير رعاية مركزة، ومستشفى الأطفال الجديد بسعة 200 سرير، و42 سرير رعاية مركزة للأطفال والمبتسرين، كذلك يتم إجراء عملية تطوير مستشفى الأطفال القديم، وأيضاً إنشاء غرف جراحات الأطفال، وجارٍ الانتهاء من إنشاء مستشفى الطوارئ بسعة 260 سريراً، و8 غرف عمليات، و60 سرير رعاية مركزة، وتزويدها بأحدث الأجهزة الطبية. وبحسب خطة التطوير، فيتم العمل على مستشفى أمراض وجراحات القلب والصدر والأوعية الدموية، ويجرى الانتهاء من استكمال تطوير أعمال الرعايات المركزة، وغرف العمليات، والأقسام الداخلية والتعليمية، حيث إنه تم الانتهاء من تطوير وحدة العمليات المجمعة بمستشفى الجراحة، وكذلك تطوير الرعاية المركزة للصدر ورعاية القلب ووحدة مناظير الصدر بمستشفى الباطنة، وإنشاء وحدة نموذجية لغسيل الكلى سعة 57 كرسياً بأحدث الطرق العلمية، ووحدة مركزية لتنقية المياه، فضلاً عن تطوير بعض الأقسام الداخلية. وتنفرد مستشفيات جامعة عين شمس بوحدة زرع النخاع، التى تعد مركزاً متميزاً ورائداً فى الخدمات الصحية والتعليمية والبحثية على مستوى العالم، حيث يتم تقديم رعاية صحية متكاملة، متطورة وآمنة فى متناول الجميع مع مراعاة معايير الجودة، وتقديم خدمات تعليمية وبحثية وتدريبية مع مراعاة أخلاقيات المهنة وصحة العاملين والمجتمع والبيئة، حيث تشمل الوحدة 7 كبائن منفردة لعزل المريض أثناء وبعد عملية زرع النخاع، كذلك وحدة لفصل الخلايا الجذعية والصفائح الدموية ومعمل مجهز لحفظ الخلايا الجذعية لحين الاحتياج إليها كما فى حالات الزرع الذاتى. وتضم أيضاً معمل للتحاليل الدورية للمرضى ومتابعتهم قبل وبعد عملية زرع النخاع، وجهاز تشعيع مكونات الدم ومشتقاته، ووحدة تعقيم متكاملة، وتخدم الوحدة مرضى الدم والأورام وتقوم بزراعة الخلايا الجذعية من متبرع وأيضاً الزرع الذاتى وهو من المريض لنفسه، وتشمل المدينة الطبية مستشفى أمراض السكر والسمنة، وسيتم إنشاء مركز أبحاث السكر وزراعة خلايا البنكرياس، حيث يقدم المستشفى رعاية خاصة طبقاً للاحتياجات العامة بالتعليم، والأبحاث، والرعاية المبتكرة. بدوره، أكد د. محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، أن المدينة الطبية بجامعة عين شمس تعد صرحاً علمياً للباحثين فى المجالات الطبية، مؤكداً، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أن الاهتمام بصحة المواطن المصرى هو الهدف الرئيسى للدولة المصرية، خاصة فى ضوء سعى مؤسسات الحكومة المصرية إلى تنفيذ العديد من المشروعات الصحية. وأوضح الوزير أن المدينة الطبية ليست مدينة تقدم الرعاية الصحية للمواطنين فقط، بل هى نقلة حضارية فى محافظة القاهرة، لما لها من دور فى تقديم الخدمات العلاجية من خلال تتجانس وحداتها وتخصصاتها الطبية، مؤكداً أن المدينة الطبية ستكون إضافة قوية لمنظومة الرعاية الصحية فى مصر، ووجَّه بضرورة الانتهاء من كافة التجهيزات وفقاً للجداول الزمنية المحددة. وقال «عاشور» إن جامعة عين شمس حققت إنجازاً كبيراً فى هذا المشروع المتميز، الذى يعد همزة وصل قوية وفاعلة بين مجال التعليم والتدريب والبحث الأكاديمى من جهة، ومجال الصحة والخدمات من جهة أخرى، فضلاً عن إتاحة الفرصة للمواطنين للحصول على رعاية طبية متميزة. وأوضح أنه تم تحويل منطقة مستشفيات جامعة عين شمس لمدينة طبية عالمية فى قلب القاهرة، لخدمة أهالى العاصمة والمدن المحيطة، مع توفير المخصصات المالية اللازمة لهذا المشروع الحيوى الذى سيقدم خدمات متكاملة لآلاف المرضى، بجانب تطوير المحاور الرئيسية الخاصة بمنطقة وميدان العباسية، للارتقاء بالخدمات، وإنشاء مراكز تخصصية على أعلى مستوى، سيعود مردودها بشكل كبير على الخدمة الطبية المقدمة للمرضى، علاوة على إنشاء منطقة حدائق خضراء فى حرم المستشفيات تكون متنفساً أخضر لهم وللأطباء.