نفى د. سيد خطاب، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية السابق، أن يكون قد عطل الموافقة على سيناريو «المزرعة» للمؤلف محسن الجلاد، مؤكداً ل«الوطن» أن المسلسل حصل على موافقة لجنة القراءة يوم الأربعاء قبل الماضى، قبل أن يُعرض عليه للتوقيع النهائى. أما عن سبب رفض سيناريو مسلسل «المزرعة» أولاً، ثم إجازته بعد ذلك، فقال: لا يوجد نص مقدم للرقابة حالياً باسم «المزرعة»، ولكن السيناريو المقدم للرقابة الآن اسمه «الجنينة»، وهو الذى حصل على الموافقة. وعن أسباب خلافه مع «الجلاد»، أوضح: «لا يوجد خلافات شخصية بينى وبينه، ولكنى أستنكر ما يكتبه «الجلاد» على صفحات الجرائد، وتعديه علىّ بالكلام الجارح الذى يصل إلى حد السب والقذف، ولكنى رجل مهذب، وكنت فى موقع المسئولية، وأطبق القواعد والقوانين، مراعياً الحقوق والحريات الخاصة التى لا يمكن الاقتراب منها، كما أنى عضو نفس النقابة التى ينتمى إليها للأسف محسن الجلاد، وكذلك عضو نقابة المهن التمثيلية، ولهذا كنت أطلب منه ألا تكون وجهة نظره أحادية الجانب، ولكنى أيضاً كنت أراعى أن مسلسله الجديد المقدم إلى الرقابة الآن هو أول إنتاج له، وأنه كان تحت ضغوط كثيرة». واختتم «خطاب» بمجموعة من الأسئلة التى يوجهها إلى المؤلف، قائلاً: «ما أسباب إصرارك على هذا السيناريو، ولماذا تنتهك بعض الحريات لبعض الشخصيات بعد حبسهم، وهل كنت تستطيع أن تقدم هذا العمل وهم فى العمل العام؟ وماذا تقول بعد حكم البراءة الذى حصل عليه بعض الشخصيات التى تعرفها جيداً من الموجودين فى سجن المزرعة؟» من جانبه رد المؤلف محسن الجلاد قائلاً: «أعتبر كلام الدكتور سيد خطاب عن عدم تعطيله لمسلسل «المزرعة» استخفافاً صريحاً بالعقول، لأنه من الواضح للجميع أنه قام بتعطيل الموافقة على السيناريو منذ أن تقدمت به فى 23/6/2011 بدعوى أن الرقباء معترضون على موضوع العمل، وبسبب عدم وجود أحكام نهائية على المتهمين من رموز النظام السابق، وهو أمر لا يعنينى على الإطلاق، لأنى ركزت على مفارقة وجودهم فى السجن، بعد أن كانوا فى مناصب كبيرة فى الدولة، فى إطار من الكوميديا السياسية، ولكن ظل رئيس الرقابة السابق يضيع الوقت فى المهاترات الكلامية دون أن يعطينا الموافقة، وهنا لجأت إلى الدكتور صابر عرب وزير الثقافة، الذى استدعى الناقد على أبوشادى رئيس الرقابة السابق، وأوكل إليه تشكيل لجنة محايدة، أفادت بعدم وجود أى شىء فى السيناريو يتعارض مع لوائح الرقابة، بعدها استغل «خطاب» ظروف تقديم وزير الثقافة استقالته ليعطل الموضوع من جديد». وأضاف: «قمت بتغيير عنوان المسلسل إلى «الجنينة» ليتم تقديمه من جديد، وبالفعل أجازه الرقباء، وأصر خطاب على تذييل الموافقة بإرجاء التصوير لحين الحكم على المتهمين بأحكام نهائية باتة وهو ما يؤكد تعمده تعطيل المسلسل». وعن اتهام «خطاب» له بأنه سبّه وقذفه فى مقالات له قال «الجلاد»: «ما كتبته بأنه لم يمارس العملية الإبداعية طوال حياته على الإطلاق، أو أنه من أنصار المرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق، وأن دراساته وخبراته لا تؤهله لتولى مثل هذا المنصب، لا يعد سباً وقذفاً فى حقه». ورفض «الجلاد» اتهام «خطاب» له بانتهاك حرية الآخرين مؤكداً أنه لم يتعرض لحرية أحد، وأنه تحدث عن شخصيات تقضى بالفعل فترة السجن الاحتياطى، ورأى أن من حقه كمبدع أن ينبه الجميع لمصير الفاسدين وهى رسالة لكل صاحب سلطة. وأشار «الجلاد» إلى أن مسلسل «المزرعة» ليس الأول له فى مجال الإنتاج، فقد سبق له أن أنتج، منذ عام 1992، 15 مسلسلاً و6 أفلام و3 مسرحيات، كما أنه لم يخشَ فى الكثير من أعماله سطوة رجال النظام السابق، وانتقدهم بحدة فى أعمال كثيرة مثل: «لدواعى أمنية»، و«قضية رأى عام»، و«جواز بقرار جمهورى»، و«للثروة حسابات أخرى»، وغيرها. وفى النهاية أكد «الجلاد» أنه ليس لديه عداء شخصى مع «خطاب»، وإن كان يرى فى استبعاده من رئاسة الرقابة خطوة إيجابية فى سبيل تطويرها وإصلاحها.