مع دقات الثامنة صباحاً احتل موقعه وسط عشرات غيره، جاءوا جميعاً إلى المكان، الكل يتزاحم ويحارب بهدف الوصول إلى مراده، والمراد هنا مجرد «أنبوبة»، ينتظرها الجميع أمام باب ضيق يطل منه الموزع، يتسلم من المتزاحمين أنبوبة فارغة ليسلمهم غيرها ممتلئة، ورغم الزحام والتوافد غير المتوقع على منطقة تعتمد فى الأساس على استخدام الغاز، فإن الجميع يحصل على مراده، والنظام يسيطر على عمل مستودع أنابيب منطقة المقطم، والذى عُرف فى ظل الأزمة ب«المنفذ اللى من غير محسوبيات». «حماد طلعت» كان بين هؤلاء، سمع عن مستودع الأنابيب، الذى يوفر للمواطنين الأنبوبة بنفس سعرها المعروف دون زيادة كالتى يطبقها غيره من المنافذ، جاء الرجل الأربعينى من منشية ناصر محتلاً موقعه أمام بوابة المستودع، متوقعاً الزحام، لكنه لم يتصور ما شاهده من سهولة وتوفير الأنبوبة دون استغلالهم للأزمة «الناس هناك ملتزمة يقفوا فى الطابور ييجى دورهم يبدلوا الأنبوبة ب10 جنيهات ويمشوا، والمستودع مبيستغلش الموقف زى غيره، وكل اللى واقف بيغير الأنبوبة ليهم من غير أى محسوبيات، لدرجة أنهم لما بيلاقوا تاجر عايز أكتر من واحدة بيرفضوا يغيرولوا ولا أنبوبة». من أمام منزلها المطل على مستودع الأنابيب بمنطقة المقطم، تابعت «هانم محمد» المشهد عن قرب، مؤكدة أن المستودع تراه يومياً من منتصف الأزمة به زحام شديد لسهولة توفير الأنبوبة بنفس ثمنها، «فى أول مشكلة الأنابيب كان زى غيره معندوش ولا عارف يوزع على حد، ولما بدأت الحركة تمشى شوية من وقتها بيوزع الكميات اللى عنده من غير أى غلو فى سعرها على الناس، ده غير إنى بطلبها دليفرى منهم بيجبوها لحد البيت بس فى خلال 3 أيام، علشان معنديش حد يشيلها فبعمل حسابى وأطلبها قبل ما تخلص». «دورنا بيبان كل شتا ومع كل أزمة أنابيب، لأننا نرفض استغلال الأزمة» قالها أحمد عطا، أحد الموزعين بالمستودع فى المقطم، موضحاً أنه مع بداية حل الأزمة لم يوفروا الأنابيب للتجار «إحنا بنعرفهم من وسط ألف، وبنحاول نوفر للمواطن العادى لأنه أولى منهم، لأنهم فى الآخر بيخدوها ويبيعوها بأسعار أغلى».