"شفت قتلوا الكلب ازاي" كلمات تغنت طوال يوم أمس في الإعلام والشوارع والكافيهات والبيوت، فكان أيضا لا حديث يعلو في مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" وغيره إلا عن عن كلب شارع الأهرام بشبرا الخيمة الذي ذبحه بعض من الشباب انتقاما منه بعدما اعتدى على أحداهما. لا يقتصر الأمر على ذلك بل وافقت وزارة الداخلية على تصريح لمظاهرة اليوم وقفة احتجاجية لرفض جريمة ذبح كلب بشارع الأهرام في شبرا الخيمة، بل وطالبت بمعاقبة الشباب ومحاكمتهم، ففي ناحية آخرى نرى ونلاحظ على مرئ ومسمع من الجميع المواطن المصري يموت مرتعشا من السقيع ويعرض حياته للخطر ويلقي نفسه أمام سيارة أحد كبار المسئولين للتواصل معه لسماع شكواه وحلها وتارة أخرى تسقط صخرة على مجموعة من المنازل بمنطقة الدويقة وغيرها من المشاكل والفقر تقف أمام المواطن المصري. العجيب في الأمر أنه لا يوجد في مصر أي آليات للتواصل بين المسئولين والمواطنين أصحاب الحق عليه، بل علي العكس، يعيش المسئولون في أبراج عالية، فهناك تحصينات أمنية شديدة سواء كانت في مكاتبهم أو أماكن إقامتهم، تجعل عملية الوصول لهم شبه مستحيلة، لسماع هموم المواطنين والعمل علي حلها. لا يقتصر عن هذا الحد بل وبحسب القانون المصري يعاقب كل من قتل عن عمد حيوان من دواب الركوب، أو الجر أو الحمل أومن أي نوع من أنواع المواشي أو أضر به ضررًا كبيرًا، يال السخرية والمواطنون في بلدنا يموتون بالمئات ولا أحد يحاسب ولا أحد ينطق. وفي ناحية أخرى اعتبر إسلامنا الرفق بالحيوان والإحسان إليه من أسباب المغفرة لكبائر الذنوب ومن موجبات الجنة، فيما نهى عن قتل المسلم، وكما قال عليه الصلاة السلام، لهدم الكعبة حجرحجر اهون على الله من سفك دم امرئ مسلم.