سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وثيقة «ميديا بارت» تشعل الصراع بين ساركوزى وأولاند محلل سياسى ل«الوطن»: هناك عدة أدلة تؤكد صحة الوثيقة.. والرئيس الفرنسى يحتاج معجزة للعودة إلى الإليزيه
طالب الحزب الاشتراكى الفرنسى الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزى بتقديم تفسير للوثيقة التى أوردها موقع «ميديا بارت» الإخبارى الفرنسى والتى تؤكد تمويل النظام الليبى السابق للحملة الانتخابية لساركوزى فى عام 2007 بمبلغ تصل قيمته إلى خمسين مليون يورو. ودعا برنار كازنوف، المتحدث باسم المرشح الاشتراكى فرانسوا أولاند، ساركوزى فى بيان له أمس إلى توجيه خطاب للفرنسيين لشرح ما جاء بتلك الوثيقة قائلاً: «فى مواجهة هذه المستندات الخطيرة والموثقة من الجانب الليبى ينبغى أن يتحدث ساركوزى إلينا»، مضيفاً: «فى حالة ثبوت صحة هذه الأوراق فإن هذا يعنى أن الرئيس الفرنسى قد ضلل الفرنسيين وكذب عليهم، كما أنها تثبت حقيقة وجود علاقات قوية بين ساركوزى والنظام الدموى الليبى السابق». وكانت أنباء قد تناثرت خلال الفترة الماضية حول وجود صفقة بين ساركوزى والعقيد الراحل قام بموجبها الأخير بتمويل الحملة الانتخابية لساركوزى فى مقابل بيع الحكومة الفرنسية الطاقة النووية السلمية إلى ليبيا، إلا أنها المرة الأولى التى تظهر فيها وثائق رسمية بهذا الشأن. ومن جهتها، نددت ناتالى كوسيوسكو موريزت المتحدثة باسم الرئيس الفرنسى بهذه التسريبات، متهمة معسكر المرشح الاشتراكى بتسريبها لتشويه صورة ساركوزى. وفى اتصال هاتفى مع «الوطن» يؤكد المحلل السياسى فيصل جلول من باريس أن هناك أكثر من عامل يشير إلى صدق الوثيقة، بدءاً من مصداقية موقع «ميديا بارت» الإخبارى الفرنسى الذى لن يخاطر بتاريخه وينشر مستندات كاذبة فى هذا التوقيت الحساس، مروراً بتأكيد محامية رجل الأعمال اللبنانى زياد تقى الدين، الذى لعب دوراً مهماً كحلقة وصل بين الحكومة الفرنسية والقذافى، لهذه الوثيقة. وكان موقع «ميديا بارت» قد كشف عن وثيقة باللغة العربية يتحدث فيها الرئيس السابق للاستخبارات الخارجية الليبية موسى كوسا عن «اتفاق مبدئي» تم التوصل إليه بين مدير الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسى ورئيس الصندوق الليبى للاستثمارات الأفريقية بشير صالح من الجانب الليبى بينما حضر عن الجانب الفرنسى بريس أورتوفو وزياد تقى الدين فى أكتوبر 2006 بهدف دعم الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسى (آنذاك) نيكولا ساركوزى بقيمة خمسين مليون يورو. وفيما يتعلق بأثر هذه الوثيقة على موقف ساركوزى فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد المقبل قال جلول: «ساركوزى يحتاج إلى معجزة للعودة إلى الإليزيه، فهو ساقط «عشر مرات» فى الجولة الثانية من الانتخابات».