ألواح خشبية رفيعة يستقر فوقها «مجدى»، غير عابئ بخطورة الوجود أعلى مبنى تحت الإنشاء، ومغبة التعرّض لأشعة الشمس الحارقة لفترات طويلة تفوق ال10 ساعات متصلة، لإتمام عمله على أكمل وجه، مقدّراً قيمة العمل ودوره فى المجتمع، ولو يراه البعض بسيطاً. «عيلتى كلها بتشتغل فى المعمار، أنا ورثت المهنة عن أبويا وعلمتها لأولادى، مفيش غيرنا معروف بالبناء فى قريتنا»، كلمات تحمل قدراً من الثقة والفخر، قالها مجدى إبراهيم، عامل بناء ل«الوطن»، موضحاً أنه اعتاد العمل فى أوقات الحر الشديد، وكذلك البرد القارس، ويرفض الجلوس فى البيت لأى سبب، حتى مع تقدم العمر. اعتاد «مجدى» منذ الصغر الذهاب مع والده إلى مواقع الإنشاء، حتى اكتسب خبرة كبيرة أهلته للنزول منفرداً، ثم كوّن فريقاً خاصاً لمساعدته، يضم اثنين من أبنائه: «المهنة صعبة، لكن اللى بيحبها هيشوفها أسهل حاجة فى الدنيا»، وفقاً ل«مجدى»، موضحاً أنه اعتاد العمل تحت أشعة الشمس وفى مختلف أشكال الطقس السيئ. 30 عاماً قضاها عامل البناء فى مهنته المحبّبة إلى قلبه منذ نعومة أظافره: «أنا اتعودت على الشغل تحت الشمس منذ سنوات طويلة، لدرجة وصلت إنى ماباحسش بالمتعة غير وانا شغال تحتها»، وفق ما رواه «مجدى»، موضحاً أنه وفريقه يتعاونون وكأنهم شخص واحد، مشيراً إلى أن عملهم يبدأ من السابعة صباحاً حتى الخامسة مساءً.