قال الإعلامي عادل حمودة، إن الشاعر الراحل نزار قباني وُلد في يوم 21 مارس 1923 بحي مئذنة الشمع في دمشق القديمة، وزار البيت الذي وُلد فيه ليجد قارورة عطر جمعت مئات الزهور حسب ما وصف نزار البيت في كتابه «حكايتي مع الشعر»، «نشأ نزار وسط عائلة دمشقية عريقة تمتد جذورها إلى أرض الحجاز، عم والده هو أبو خليل قباني مؤسس المسرح في عالمنا العربي، ووالده توفيق كان يمتلك مصنعا للحلويات والملبس». كان منزل الوالد مقرا يلتقي فيه أقطاب المعارضة الوطنية وأضاف «حمودة» خلال تقديمه لبرنامجه «واجه الحقيقة» والمذاع على فضائية القاهرة الإخبارية، أن والده شارك أيضا في المقاومة الوطنية ضد الانتداب الفرنسي، وكان منزل الوالد مقرا يلتقي فيه أقطاب المعارضة الوطنية في عشرينيات القرن الماضي، ووالدته هي السيدة فايزة من أصول تركية، وتمتعت الأم بشخصية قوية فرضت بها على الجميع أن يدخل ابنها الجامعة ويتخرج في كلية الحقوق. وتابع: «والدته كان لها دور كبير في حياته، حيث تعلق بها كثيرا، وظلت حكاياتها الليلية في ذاكرته طوال عمره، حيث حكت له الحكايات وهو طفل صغير وكتب لها القصائد وهو رجل كبير، وحمل ديوانه (الرسم بالكلمات) الكثير من القصائد التي اختلط فيها حبه العميق للأم بالعشق الدائم لمدينة دمشق». واستطرد حمودة قائلا: «كان نزار يقول إنه كلما سافر وابتعد كلما اشتاق الى قهوة أمه ورائحة الياسمين في فناء منزله، حيث إنه لم يتمكن من نسيان مذاق قهوة والدته ورائحتها التي تذكره بحياته في دمشق، كما حاول كثيرا أن يصنعها بنفسه، ولكنها لم تحمل أبدا نفس الطعم ولا نفس الرائحة».