ذهبت ضمن وفد من جامعة النهضة، وعلى رأسهم الدكتور صديق عفيفى، لتقديم واجب العزاء لأهالى الشهداء ببلدة العور مركز سمالوط بالمنيا، وكان ذلك اليوم يوافق صلاة الثالث (وصلاة الثالث تعنى عند المسيحيين صرف روح الحزن)، ووجدنا أهالى الشهداء داخل الكنيسة والعديد من رجال الدين، وعلى رأسهم نيافة الأنبا بفنوتيوس، أسقف سمالوط، يهتفون: «دول مش واحد وعشرين دول ملايين، بالروح بالدم نفديك يا صليب، ونفديكِ يا مصر»، وكانت الزغاريد تملأ المكان وكأنك تدخل فرحاً، وتذكرت أبناءنا من الجنود شهداء كرم القواديس ونحن نقدم واجب العزاء لأهلهم؛ نفس القوة والصلابة، والجميع يحتسبهم عند الله شهداء. هذه الطبيعة المصرية سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، فهم طبيعة واحدة وجينات واحدة، فهم ليسوا نسيجاً واحداً بل هم كيان واحد. ولكن اليوم يختلف والشعب المصرى كله يشعر بالعزة والفخر أن الرئيس أخذ لهم بالثأر فى أقل من 24 ساعة، وتكلمت مع العديد من الشباب فوجدت معنوياتهم مرتفعة يشعرون بالفخر، وأحدهم قال لى: لأول مرة أشعر بأن المواطن المصرى له كرامة عند حكومته والرئيس السيسى جعلنا نفدى مصر بأرواحنا، هذا الرجل أعاد لمصر كرامتها وهيبتها، وآخر قال لى: أنا مسيحى ولم أشعر بأننى مواطن لى كل الحقوق إلا فى ظل هذا الرئيس العظيم الذى أصبح فى عهده مبدأ المواطنة ليس كلاماً نتشدق به ونواسى به بعضنا البعض فى الأزمات فقط. والآخر قال إن مصر استعادت مكانتها وقوتها وأصبحت درعاً تحمى العالم العربى كله، وسيفاً يبتر كل يد تمتد إلى أولادنا بالشر أو أشقائنا العرب، وكما قالها رئيسنا «دى فركة كعب»، ربنا ينصر جيشنا وشعبنا. هذه الجريمة البشعة التى أصابت قلب الوطن قد تكون النور الذى يوحد العالم كله ضد الإرهاب وتجعل من العالم العربى وحدة تحمى بلادهم ودينهم. فمن يحاول الوقيعة بين الجيش المصرى العظيم والجيش الليبى بأن قصف مواقع الإرهاب تدخل فى شئون ليبيا، لا فالجيش الليبى أخذ موافقة من مجلس الأمة الليبى الشرعى بمساعدة مصر للشعب الليبى الشقيق للتخلص من بؤر الإرهاب التى لا ترتقى أبداً إلى منزلة الإنسانية، والإيمان ألا نطلق عليهم أبداً مسلمين لأن نبى الإسلام (صلى الله عليه وسلم) جاء رحمة للعالمين، وجاء ليتمم مكارم الأخلاق، فكل الأديان السماوية تحترم الإنسانية وجاءت رحمة للعالمين وليست بالانتقام وكم الشر الذى يحاول هؤلاء الخونة أن يزرعوه كمبادئ لدين سماوى سمح. أبداً لن تسمح مصر، مهد الأديان السماوية السمحة، لهؤلاء الإرهابيين بالتوغل فى المنطقة وبث هذه المفاهيم المغلوطة، فسوف يكون الجيش المصرى المقصلة التى تقتلع الإرهاب من جذوره، الله يحميكِ يا مصر من كل شر ويحمى جيشك.