تباينت الآراء بين الطوائف المصرية حول قيام صلاة الجنازة، أو صلاء الغائب على المذبوحين على يد "داعش" في طرابلس، فوفقًا للمعتقد المسيحي، أمر هذه الأمور "طقسية"، تختلف من كنيسة لأخرى، فهي ليست تشريع وضعه الكتاب المقدس. الكنيسة الأرثوذوكسية: قال القس صدراك غالي، راعي كنيسة السيدة العذراء بسمالوط، إن الإنجيل لم يتحدث عن تشريع لصلاة الغائب، بل أرسى قواعد الصلاة على روح المنتقلين، وذكرهم في الصلوات والقداسات. وأشار غالي، في تصريحات ل"الوطن"، إلى أن الكنيسة الأرثوذوكسية، هي جامعة رسولية، بها نوعين من الأعضاء، المنظورة وهم الأحياء، وغير المنظورة، وهم الملائكة والقديسين واللذين انتقلوا للعالم الأخر. وأضاف غالي، أن الصلاة على المنتقلين، من خلال "أوشية الراقدين" تتم دائمًا في صلاة الغروب، لأن الغروب رمز للموت، والكنيسة دائما تصلي للأموات، بعدما تركوا العالم، موضحا أن صلاة الجنازة على أرواح اللذين تعرضوا للذبح على يد "داعش" في ليبيا، "غير مطروحة"، لكن يمكن الصلاة لهم في كل القداسات والمناسبات. الكنيسة الكاثوليكية: قال الأب رفيق جريش، مدير المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية، إن صلاة الغائب، موجودة في الكنيسة، بطريقة أخرى، غير المتعارف عليها، فهي صلاة على المتوفي، في كل وقت، كما في صلاة الثالث، وصلاة الأربعين، والذكرى السنوية يتم الصلاة أيضا على روح الشخص المنتقل. وأشار جريش ل"الوطن"، في كل قداس، يذكر اسم المنتقل، حتى وجثمانه غير موجود، موضحًا أن "الكنيسة المجاهدة على الأرض، متحدة مع الكنيسة المنتصرة في السماء، لذا يتم الصلاة على أرواح من انتقلوا من العالم الأرضي، وذهبوا للسماء، لوجود شركة حقيقية بين العالم السمائي والأرضي. وأضاف جريش، نصلي للأموات، في كل قداس، وهناك أوشية "صلاة" الراقدين، لكل نفس ماتت، يتم الصلاة من أجلها، مؤكدًا الصلاة على أرواح الأقباط الذي تعرضوا للذبح على يد "داعش" بعد خطفهم، حتى مع عدم وجود أجسادهم. الكنيسة الإنجيلية: أوضح القس رفعت فكري، راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف بشبرا، أنه في المفهوم الانجيلي، الصلاة في الجنازة، عظة للأحياء ليس لأجل الأموات، ولتعزية أسرهم، من يحتاجون لسماع كلمات تعزية، مشيرًا إلى عدم حديث الكتاب المقدس، عن أمر الصلاة على الغائب من عدمه، وأنها مجرد طقوس كنسية. وطالب فكري، الكنائس بوجوب الصلاة على أرواح الأقباط الذين تعرضوا للذبح في ليبيا، على يد "داعش"، رغم من عدم وجود جثمان لهم، ما يتطلب تعزية أكثر وصلاة أكثر لأسرهم. الكنيسة الأسقفية: أجاز المطران منير حنا، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي، الصلاة على الأقباط اللذين تعرضوا للذبح على يد "داعش"، مشيرًا إلى أن الصلاة على جسد المتوفي، لا تدخله الجنة او النار، بل صلاة لأجل ذويه، لطلب العزاء والصبر لهم. وقال حنا، إن الصلاة تكون على الأرواح، وبالتالي يمكن أن تتحقق في أي مكان، وفي أي وقت، مطالبًا بالصلاة على الأقباط المذبوحين على يد داعش، لتعزية أسرهم.