قال الدكتور عماد جاد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن هناك انوع من الازدواجية وعدم المصداقية في خطابات الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، وأوضح أن "هناك "وجهان" أو "حديثان" فهناك حديث عن العدو الصهيونى وفلسطين أرض عربية لا يجوز التفريط فى شبر منها، وهذا موجه للرأى العام المصرى، والحديث الآخر، أو الوجه الآخر، أنه يبعث رسائل بلهجه الود للرئيس الإسرائيلى باعتباره الصديق الوفي". وأضاف جاد، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن "جماعة الإخوان متصورون أن الرسالة لم يعلن عنها فى الإعلام، وهذا غير صحيح، والجانب الإسرائيلى فى موقف من هذا النوع لابد أن يسرب الرسالة لوسائل الإعلام، مثلما حدث قبل ذلك وسربت رسالة أن الرئيس شيمون بيريز يهنئ الرئيس مرسي برمضان". وأشار جاد إلى أنه "توجد عدة تساؤلات من مستشارى الرئيس، وصدمة لمستشارة الرئيس الدكتورة سكينة فؤاد من الخطاب فالخطاب يتحدث عن شخصية براجماتية لها وجهان، للرأى العام المصرى بوجه وللعالم فى خطاباته بوجه آخر". وأوضح الباحث بمركز الأهرام أن أزمة النائب العام "تمت تسويتها مع رئاسة الجمهورية، لكن من المؤكد أن الإخوان تريد أن تتخلص من النائب العام، والسيطرة على الوظائف الرئيسية ومفاصل الدولة، مثل ما حدث مع المحكمه الدستورية العليا، لكن تم استيعاب الأمر". وشدد جاد على أنه "دائما فى خطابات الرئيس مرسى يتحدث عن حقوق الشهداء أولا، فى حين أنه يحمى من قتلوا الثورة والثوار، ومن أبرزهم المشير طنطاوى وسامى عنان وأيضا اللواء حمدى بدين، المتهم الأول فى قضيه قتل شهداء ماسبيرو، فوفر لهم حماية ضخمة". ويعتقد الدكتور عماد إن "هناك شبهات بمشاركة أطراف كثيرة في قتل المتظاهرين، وأعتقد أن الإخوان هم الطرف الثالث، بمعنى أن الجماعة شاركت بشكل أو بآخر في تأجيج الصراع واستغلاله، ومحاولة الحفاظ على الميدان "سخن" للوصول للحكم، والمسألة متروكة للتاريخ، لأن هناك وثائق وشهادات كثيرة على ذلك، مثلما قال اللواء الرويني بوجود قناصة تابعين لجماعة الإخوان، ومسؤولية بعض أفراد الجماعة عن إدارة الميدان في ذلك الوقت". وعن الجماعة وحزبها، أشار إلى أن "هناك تداخل شديد بين الحزب والجماعة ومؤسسة الرئاسة، لا نعلم هل الرئيس مرسى ينفذ أجندة وطنية باعتباره رئيسا لكل المصريين، أم أنه ينفذ أجندة لمكتب الإرشاد، فاللمرشد السابق عبارات تثير القلق، وقال إن "المسلم الباكستانى أقرب له من المسيحى المصرى"، إذن هو يرفض فكرة المواطنة وفكرة المساواة، ويطرح فكرة الإمامة القائمة على أساس دينى ورابطة دينية، وبالتالى فهناك مشكلة كبرى مع جماعة الإخوان المسلمين، وأعتقد أن المشكلة ستستمر بسبب هذا التداخل، فهم ينادون بشعارات وسياسات ويفعلون عكسها". وأضاف جاد أن "مظاهرة "مصر مش عزبة" هى أول محاولة توافقية من القوى المدنية للخروج والاحتجاج على جماعة الإخوان المسلمين، وإنها أيضا أول مشاركة ينزل فيها كل التيارات حزب الدستور الذى يرأسه الدكتور البرادعى والتيار الشعبي الذي يرأسه حمدين صباحي والتحالف الشعبى والمصرى الديمقراطى الاجتماعى والمصريين الأحرار حتى الأحزاب الصغيرة"، كما توقع بشكل واضح "أن تنخفض شعبية التيار الإسلامى "إخوان وسلفين"، من 70% الى 30 أو 40 % وهذا يعتبر مكسبا كبيرا لأمن البلد واستقرارها وتوازنها".