تعتبر الكباري المعلقة مظهرًا حضاريًا وتطورًا لأشكال المباني الهندسية طرحت بمجتمعاتنا في الأونة الأخيرة، التي كانت وليدة للتطور التكنولوجي والثورة الهندسية في العالم، لكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد في مصر، وطرح المهندس محمود جلال، نظامًا هندسيًا جديدًا من نوعه وهو المباني المعلقة. المباني المعلقة، مصممة لتحاكي الكباري من حيث الطراز الهندسي وتعليقها على أعمدة معدنية، ويطالب بتطبيقها كنظام سكني متطور له فوائده الخاصة على مستوى الشكل والمضمون. محمود تخرج في كلية هندسة جامعة عين شمس، وحصل على الماجستير والدكتوراه ويعمل في إحدى شركات البترول المعروفة، وتخصصه هو القوة الميكانيكية، دفعته مشاكل المجتمع لهذا الابتكار، حيث يحتاج الإنسان أن يعيش في أمن داخل منزله خاصة في ظل خطر الإرهاب والزلازل وموجات تسونامي التي تهدد العالم. شرح محمود، الشاب الثلاثيني، اختراعه عن المباني المعلقة التي سجلت كبراءة اختراع في مصر، أنها تعتمد على التعليق الحر بواسطة كابلات صلب، لنقل حمل المباني إلى محاور متعددة وهي الأعمدة الخارجية مثل تلك المستخدمة في الكباري المعلقة. وقال محمود، ل"الوطن"، "بحيث يمكن هذا النقل المرن للحمل من وقوف المباني في مجابهة الزلازل والرياح العاتية، ويمتص هذه المخاطر، وفي حالة حدوث اعتداء تفجيري أو صدمة زلزلية بقوه كافية لإحداث ضرر جزئي أو كلي بأحد الأعمدة الخارجية، باقي الأعمدة الخارجية المعلق منها المبنى تجعله ينجو بسلام بدون خسائر في الأرواح". وأضاف أنه تم فحص هذا الاختراع دوليا في مرحلة PCT بمكتب براءات الإختراع بالاتحاد الأوروبي، وحاليًا قيد التسجيل بمرحلة براءات الاختراع الوطنية بدولتي اليابان والإمارات، حد قوله. حصل المهندس المصري، على الميدالية الفضية بالمعرض الدولي السابع للاختراعات في الشرق الأوسط بدولة الكويت، في منافسة بين 24 دولة من مختلف دول العالم مشاركين بعدد 200 إختراع، إضافة إلى تكريم الرابطة العربية للعلوم كواحد من أهم 4 اختراعات شاركت بالمعرض. واخترع محمود، شيئًا آخر يرتبط بالمباني "التوزيع الجانبي للأحمال بالمباني شاهقة الإرتفاع"، ويعتمد على إنشاء أذراع خارجية مفرغة ومائلة للخارج ومحيطة بالمبنى يتم ربطها ببعضها البعض وبالمبنى، بواسطة كابلات صلب التي تعمل على التوزيع الجانبي للأحمال بالمبنى بين هذه الإذرع، ما يقلل من التحميل على قواعد المبنى ويزيد من مقاومتها للزلازل والرياح الشديدة، الأمر الذي يساعد على جعل هذه المباني أكثر ارتفاعًا وأكبر مساحة وأقل احتياجًا للتدعيم الداخلي، من هياكل ضخمة وخلافه. قال محمود، "فكرة تعليق المباني تمكنا من التوسع في البناء داخل المسطحات المائية للمشاريع المختلفة من سكنية وسياحية وتجارية، بدون التأثير على البيئة البحرية على عكس ما يحدث من أثار بيئية خطيرة، من خلال طريقة الردم المستخدمة حاليًا لإنشاء الجزر الصناعية". وأضاف "إلى جانب، أنها تمكنا من نقل الصناعات الملوثة للبيئة والتوسع فيها بعيدًا عن السكان (داخل البحار والمحيطات)؛ للحفاظ على صحتهم وعلى البيئة المحيطة بهم، فضلًا عن إمكانية إقامتها في الأراضي غير الصالحة للبناء وبفاعلية اقتصادية كبيرة". عن تنفيذ هذا المشروع، قال محمود "أي فكرة محتاجة لدراسات وأبحاث لازمة لكي تدخل في الحايز التنفيذي، حيث تحتاج جهة باحثية تتولى هذا الموضوع"، موضحا أنه تجرى الآن اتفاقات بينه وبين المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء بهدف توليهم الدراسات والأبحاث المطلوبة لدخولها حالة التنفيذ. وأضاف "هنا تتبقى المرحلة الأخيرة البحث عن مستثمر لهذا المشروع الذي يحتاج إلى شركة مصرية عملاقة لتنفيذه"، مشيرًا إلى أن هناك أماكن معينة في العالم تحتاج إلى تنفيذ المباني المعلقة، لأنها تتلائم مع بيئتها أكثر من تلك المباني التقليدية.