خطة متكاملة وضعتها مؤسسات الدولة المصرية لتطوير مسار العائلة المقدسة، والممتد من سيناء مروراً بدلتا النيل وحتى أواسط الصعيد، حيث دخلت العائلة خلال رحلتها لأرض الفيروز، عن طريق صحراء سيناء من جهة العريش والفرما، لترتحل إلى العديد من المدن المصرية، والتى قسّمتها المصادر الدينية والتاريخية القبطية إلى 3 مراحل تضم 25 موقعاً أثرياً وتراثياً، الأولى «العريش، الفرما، تل بسطة، مسطرد، بلبيس، مدينة سمنود، سخا، ووادى النطرون»، والثانية «المطرية، بابليون بمصر القديمة، منف، والمعادى»، والمرحلة الثالثة «البهنسا، جبل الطير، الأشمونين، فيليس، قسقام، مير، جبل قسقام، ودرنكة». الدكتور أحمد النمر، مسئول ملف رحلة العائلة المقدسة بوزارة السياحة والآثار، قال إن الرحلة المقدسة تعد من التراث المصرى الاستثنائى عالمياً، والذى يعكس تاريخاً مرتبطاً بالشعب المصرى، ويرتبط هذا التراث الثقافى بمجموعة من المواقع الأثرية التى لا تزال تحمل لنا كثيراً من الآثار والقصص التى تحكى لنا رحلة العائلة المقدسة. وأوضح ل«الوطن» أن هدف الدولة من تطوير مسار الرحلة المقدسة، هو تحسين جودة العمران للكنائس والأديرة، وتطوير المناطق المحيطة بمسار الرحلة، وإعطاء انطباع إيجابى لدى الزائر المصرى والأجنبى، وكذلك ارتباط أماكن المسار المقدس، بذاكرة بصرية وسمعية مميزة تتناسب مع قيمته التاريخية المهمة، وبمعالجة العناصر العمرانية عن طريقة إضافة اللمسات الجمالية إليها من أجل تحسين صورتها البصرية واستعادة الشكل الحضارى وتحقيق التنمية السياحية والعمرانية والاقتصادية. وأشار مسئول الملف إلى أن المواقع المهمة والرئيسية فى رحلة العائلة تشكل جزءاً مهماً من الهوية والتراث المصريين، سواء التراث المادى الباقى من مبانٍ وكنائس وآبار، أو المرتبط بالعادات والتقاليد والطقوس المصرية الخالصة والتى تميزت بها مصر عن سائر بلدان العالم. نقاط المسار يمكن زيارتها على مدار العام ما يؤدي للقضاء على موسمية السياحة وأوضح «النمر» أنه بانتهاء مشروع التطوير، سيتم جذب 15 مليون سائح متوقع زيارتهم لمصر، ما سيكون له دور مهم فى القضاء على موسمية السياحة، حيث إن نقاط المسار يمكن زيارتها على مدار العام، ونظراً لكونه منتجاً روحانياً فى المقام الأول، ولا يقتصر على شريحة معينة، إضافة إلى إطالة مدة إقامة السائح، وزيادة معدل إنفاقه، وزيادة العائد من النشاط السياحى على المجتمعات. فيما أوضح د. أبوبكر عبدالله، القائم بأعمال رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن نقاط المسار المقدس تحظى باهتمام كبير من الدولة، فهناك خطة لترميمها وإعادة تأهيلها وتطويرها من أجل الحفاظ عليها، كذلك إتاحتها للزيارة، ومن أبرز تلك المواقع التى انتهى العمل فى ترميمها وتطويرها وإعادة تأهيلها، بئر وموقع تل بسطة بمحافظة الشرقية، وجاءت الأعمال فى إعداد اللوحات الإرشادية والمعلوماتية لمكونات المنطقة وأجزائها، واللافتات المعلوماتية بالطرق العامة، وترميم السور الحالى واستكمال الأجزاء المكشوفة، وإنشاء برجولات، وتطوير قاعة العرض، وإنشاء مسار زيارة. وأضاف: «تم تطوير كنيسة الشهيد أبانوب والعذراء بسمنود بمحافظة الغربية، وتنفيذ مشروع كامل ضم ترميماً معمارياً ودقيقاً لكل أجزاء الكنيسة، وتطوير وتأهيل بئر وماجور العائلة، والطرق والشوارع والميادين التى تؤدى إلى الكنيسة، ودهان وتنسيق وجهات المنازل والمحلات، كذلك تم تأهيل محيط كنيسة العذراء مريم بسخا بكفر الشيخ، وأديرة وادى النطرون بالبحيرة، والتى شملت أعمال ترميمها ترميم دير الأنبا بيشوى ودير السريان ودير البراموس ودير الأنبا مقار، كذلك تأهيل البنية التحتية من طرق وخدمات». كما تم ترميم كنيسة السيدة العذراء مريم بجبل الطير بالمنيا، حيث تم ترميمها بشكل شامل لكافة الأجزاء المعمارية والفنية للكنيسة الأثرية، كذلك تأهيل الطرق المؤدية ليها، وكذلك تأهيل شجرة مريم بالمطرية، وتأهيل الموقع العام لمناطق المسار المقدس لاستقبال الزائرين من خلال رفع كفاءة خدمات الزائرين، وتمهيد مسار الزيارة وعمل مسارات حركة لكبار السن وذوى الهمم، وكذلك توفير لوحات تفسيرية ولافتات إرشادية وتهيئة مراكز الزوار لاستقبال المواطنين. كما أعدت الهيئة العامة للتنمية السياحية مخططاً استثمارياً، لتصميم مشروعات تخدم المسار مثل: فنادق بيئية ومحال وبازارات وكافيتريات، حيث تم وضع خطة لتدريب المجتمع المحلى، وسيتم البدء فى تنفيذها فى أقرب فرصة ممكنة. وقالت الدكتورة نهلة أمام، مستشار وزيرة الثقافة لشئون التراث غير المادى، إن العمل لم يتوقف عند الترميم والتطوير، بل تخطاه لملفات متكاملة لتسجيل رحلة العائلة المقدسة على قوائم التراث الإنسانى ل«يونيسكو» بشقيه المادى وغير المادى، حيث عمدت وزارتا الثقافة والسياحة والآثار، لإعداد ملف لتوثيق وتسجيل الممارسات الشعبية المقامة داخل محطات مسار رحلة العائلة، من احتفالات وموالد على القائمة التمثيلية، والتى نجحت فيه مصر بتسجيلها عام 2022، من خلال اللجنة العليا لمسار رحلة العائلة المقدسة.
