ليس أكثر من كونه ضريحاً من الرخام ممهوراً باسم «الشيخة سلمى»، لكنه أمل السيدات العاقرات والفتيات العوانس فى تحقيق أحلامهن، فى حضن الجبل بقرية «زاوية سلطان»، شرق محافظة المنيا، يقع الضريح الذى يتردد عليه عشرات من البسطاء وأصحاب الأمراض. بركة.. رزق.. زواج.. إنجاب.. أمنيات تترامى على عتبة الضريح. تظل معلقة فى قلوب أصحابها.. «الست سلمى كانت فتاة جميلة عذراء جاءت للقرية فى أيام الفتوحات الإسلامية لمصر مع أسرة سليمان بن خالد بن الوليد»، قالها كمال عبدالغنى خادم الضريح. يحفظ الرجل رواية عن ظهر قلب: «حين كانت الشيخة سلمى ترعى قطيع أغنام تحرش بها بعض الشباب الرومان وحاولوا اغتصابها، وكانت عذراء عفيفة وتقية، فهرولت جرياً ودعت الله أن ينقذها ويخلصها من مكرهم، وعندما اقتربت من هذا الجبل انشق نصفين وظهرت مغارة احتضنتها وسترتها وحفظتها». الضريح عبارة عن مغارة فى حضن الجبل وأعلاها توجد آثار دماء تظهر بوضوح. تقول «إنعام عطية»، إحدى المترددات على الضريح: «ده دم حيض الشيخة سلمى بينزل يوم 28 أو 29 من كل شهر هجرى، وتستمر 5 أيام وتتجدد كل شهر دون انقطاع»، وتتحدى السيدة أى شخص يكذبها. على يسار الضريح توجد مكحلة «الشيخة سلمى» وهى عبارة عن طاقة صغيرة محفورة فى بطن الجبل بها منطقة سوداء مغمورة بالكحل يتجدد تلقائياً، وتقول «عطية» التى تدعى أنها أنجبت بعد زيارتها للضريح والتبرك به، إن أى زائر يستخدم الكحل أو يلمسه باليد يشفى من جميع الأمراض. من الروايات الأخرى التى يتداولها أهل القرية عن سيدة الضريح يقول «طاهر أمين» من أبناء قرية «زاوية سلطان»، إنه قبل 50 عاماً تدفق سيل غزير من سفح الجبل واجتاح جميع الأحواش الملاصقة للضريح ودمرها تماماً، ولكن تبقى مقام الشيخة سلمى شامخاً. فى منتصف رجب من كل عام يحضر العديد من الصوفيين للضريح لإحياء مولدها، وتوقد ماكينات توليد الكهرباء، لإنارة ساحة الضريح ليلاً، خلال الاحتفالات. يحكى «عم شعبان حجازى» أحد المحبين، رواية أخرى: «تحوم طيور مهاجرة حول المنطقة التى تتدفق منها دماء الحيض، وهى نفس الطيور التى تحوم حول المدينةالمنورة، وأى شخص يقوم بضرب طير أو صيده يصاب بمكروه، وكل من تسول له نفسه بأن يعتدى على حرمة الضريح أو المنطقة الفضاء المجاورة له ينال نصيبه من العقاب». ليس للروايات التى يتداولها أهل القرية أصل، خاصة أن الضريح غير مسجل كأثر إسلامى ويقع وسط مدافن الموتى كباقى الأحواش.