مواجهة «الإرهاب» لا تكفيها بيانات الشجب والإدانة.. فل«الإرهاب» جيش وشرطة وأجهزة أمنية، قادرة على دحره مهما طال الوقت.. فلم يحدث تاريخياً انتصار الإرهاب على الدولة «أى دولة»، خاصة أن جيشنا وشرطتنا لديهما «تفويض» على بياض، لتصفية كل من يحمل السلاح فى مواجهة القانون! واجبنا أن «نصطف لبناء مصر» فى مواجهة من يريدون هدمها.. كيف؟ كل واحد منا يضع «طوبة».. يسهم «بفكرة».. يشارك «برأى بنّاء».. يفتح ملفاً للفساد المنتشر كالسرطان و«يُقدم» الحل.. ينتقد سياسات الحكومة فى قضية هو خبير فيها، ويقدم «البديل».. وهذا هو الدور الحقيقى للإعلام.. أن «يُعْلِمْ الناس» بأى قضية عامة (ينورهم).. ثم يشارك فى التنمية بأن يقدم الحلول.. يُقدّم إجابات أكثر مما يطرح من أسئلة فى هذه الظروف الاستثنائية!! وأبدأ بنفسى: فاكرين من أسبوعين قرار وزير الزراعة «بدفن القطن المصرى»، وتشييع جنازته.. عندما قال: «الفلاح اللى عايز يزرع قطن هو المسئول عن تسويقه»، مخالفاً المادة 29 من الدستور الجديد، التى تلزم الدولة بضمان تسويق المحاصيل الاستراتيجية، بسعر مجزٍ للفلاح!! فماذا فعلنا نحن؟ لم نستسلم.. (مع قلة مندسة) تزعمنا حملة إعلامية شعارها «علّى.. علّى.. وعلّى الصوت.. القطن المصرى مش هيموت».. وطالبنا الرئيس بألا يوقع على «تصريح الدفن» حتى لا يُسجّل عليه أنه استسهل وتنازل عن جزء من تاريخنا الحديث، الذى كتبه الجندى الألبانى الأمى محمد على باشا الكبير.. ماذا حدث؟ الوزير، ومن نصحوه رجعوا فى كلامهم.. لحسوا تصريحاتهم.. ليه؟ لأن الرأى العام انتفض، والأهم: الرئيس «خد خبر» وسط الهموم المتلتلة.. وعندما يأمر الرئيس «تنحنى» الرؤوس، والكلام يتعدل ويتغير 180 درجة (زى كل البلدان المتخلفة)، توجيهات الرئيس معناها «اربط الحمار مطرح ما صاحبه عايز» (طالما مفيش «رؤية»، ولا «خطط»، ولا «سياسات»، ولا «برامج»، ولا يحزنون)!! عموماً جت سليمة، والقطن طويل التيلة هيتزرع بعيداً عن قصير التيلة لعدم الاختلاط، والوزارة تحت الضغط اتحركت، وبتعمل عقود أو على الأقل بتنسق بين الفلاحين والشركات مع المصانع، وهتدفع لكل فلاح الدعم المناسب.. (حرفياً مكتوب فى مقال الثلاثاء قبل الماضى) المهم أنه اتنفذ، وسنظل نراقب ونكشف أى انحرافات. السؤال: هل هناك اقتراحات أخرى لإنقاذ القطن والفلاح على المدى الطويل؟ نعم.. مطلوب من الرئيس أو رئيس الحكومة: 1- الاجتماع فوراً بشركات تصدير الأقطان، وبالملحقين التجاريين اللى معظمهم نايم فى العسل بالعواصم العالمية، أو مابيشتغلوش لقلة الإمكانيات (فى باريس كنت شاهداً على مكتبنا التجارى وغيره ربع قرن) كانوا بيحكوا ويشكوا لى: «ماعندهمش ميزانية لبنزين السيارة للذهاب إلى سوق «Rungis» أكبر سوق فى أوروبا للمواد الغذائية.. فى الوقت اللى «إسرائيل - المغرب - بوركينا فاسو».. بيعزموا المستوردين، ومديرى السلاسل التجارية، بتذاكر سفر مجانية، فول بورد، فى خمس نجوم مجاناً، لزيارة المزارع والمصانع، يتعرّفوا على المنتجات، يبنوا علاقات عمل وصداقات.. يعقدوا الصفقات والاتفاقيات.. أما نحن: فاتحين مكاتب سياحية فى الشانزليزيه وفى أغلى الشوارع وخلاص، ونقعد نمصمص شفايفنا!! 2- نشترط على «مصاصى» دعم الصادرات، المستفيدين من «الكويز» اللى فتحت للمنسوجات المصرية الأسواق الأمريكية دون جمارك ولا حصص ولا قيود.. أن يستخدموا القطن والغزول والخيوط المصرية 100٪، خاصة أننا سنزرع قصير التيلة، الذى يستورده هؤلاء من كازاخستان والهند وباكستان وبوركينا فاسو!! بذمتك هو ينفع «ندعم» شخص ب180 مليون جنيه (دعم صادرات).. وهو وغيره من المدعومين بالملايين: (1) لا يستخدمون القطن (الغزول والخيوط المصرية)! (2) فتحنا لهم الأسواق من غير جمارك ولا حصص.. (مش كفاية «بزازة الفساد» فى بقهم من 8 سنين؟) هوّ فيه حد يقعد «يرضع» من أمه 8 سنين (باستثناء محمد العمدة الإخوانى.. عشان ابن عمدة)؟ صباح الخير سيادة الرئيس.. زى ما حلينا مشكلة القطن.. نحل مشكلة «الدرة».. كيف؟ بنستورد 6 ملايين طن من الأرجنتين وأمريكا وغيرهما.. وبنمنع الفلاحين تزرع «الرز» أكثر من (1٫2 مليون فدان) تكفى احتياجاتنا (عشان نحافظ على المياه) و«المخالفين» بيزرعوا مليون فدان، وغرامات وخناقات و.. الحل يا ريس.. أكرر للمرة العشرين: سيادتك تجتمع نصف ساعة مع اتحاد منتجى الدواجن «المستورد لستة ملايين طن درة».. يتفق مع الفلاحين المخالفين يزرعوا «درة بدل الرز» وبالتقاوى والمواصفات المطلوبة، يشترى منهم الإنتاج 3 ملايين طن، ومن باقى المزارعين ال3 ملايين الباقية، وبسعر عادل للاثنين.. ويا دار ما دخلك شر!! وبكده الفلاحين «هتزقطط»، والبنك المركزى هيوفر دولاراته و«هيرقص»، ومافيا الاستيراد هتختفى فى (ستين داهية)!! وتاتا.. تاتا.. نزرع الأربعة ملايين فدان المستهدفة: «فول - عدس - قمح - درة - بنجر سكر»، ومحاصيل زيتية، وبهذا يصبح الكلام عن استصلاح المليون فدان الأولى له معنى «بعد أن وصلت فاتورة استيرادنا من الأكل والشرب والتدخين إلى 21 مليار دولار»!! الخلاصة: فى الظروف الاستثنائية الصعبة، وفى مواجهة كل هذا العداء من الخونة بالداخل، والمتآمرين علينا فى الخارج (ومهما كان لنا من انتقادات وتحفظات) ليس وقتها الآن.. لا خيار أمامنا، ولا حل لنا لنبنى بلدنا سوى التكاتف، و«المعافرة»، واللى يحب النبى يزق معانا. وهتبقى قدّ الدنيا.. وبكرة هفكركوا. ونستكمل الثلاثاء المقبل..