أيها الخونة الإرهابيون.. أتكبّرون وتهللون لاستشهاد أبناء هذا الوطن ممن أمّنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيهم: «عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس فى سبيل الله»؟ إن هؤلاء الأبطال من شهداء الشرطة والجيش الذين يتصدون لتلك الهجمات الخسيسة الجبانة، إنما هم زهور الجنة وريحها ورياحينها العطرة، ولن يفتّ فى عضدنا استشهادهم، بل إن كلاً منا ينتظر دوره وموعد استشهاده من أجل الدفاع عن تراب هذا الوطن الحبيب، هذا الوطن الذى تعتبرونه، أيها الخوارج المارقون، مجرد حفنة من التراب تبيعونها لمن يدفع أكثر. تهللون وتكبّرون عندما يموت الملك عبدالله، خادم الحرمين رحمه الله، مع أن أبسط قواعد الإنسانية -وليس التدين- تقول: لا شماتة فى الموت، وتنضح أبواقكم بالكراهية والشماتة، ونسيتم أنه لولا أن فتحت لكم المملكة أبوابها عندما أراد عبدالناصر القضاء عليكم بعد أن كشف خستكم وألاعيبكم، لكنتم فى خبر كان، وربما قُضى عليكم إلى الأبد، أهذا ما علمه لكم دينكم ومرشدكم يا أولاد الأصول؟ ويخرج بعض الأفاعى منكم ليبث سمومه عبر تلك الدكاكين الفضائية، ومنهم ذلك الوجه الكريه المدعو محمد ناصر الذى كان يخرج علينا من مصر مصدّراً لنا كآبة الدنيا وكل سلبيات الشعب المصرى، ثم يتبعها بجملته الشهيرة: «يبقى انت أكيد.. أكيد فى مصر»، وكنا نظنه يقول ذلك وينتقد من منطلق حبه لمصر، إلا أننى شاهدت له مقطعاً على «الفيس بوك» على إحدى قنوات الإخوان الممولة الجديدة، وبنفس السحنة الكئيبة حتى بعد حلاقة ذقنه يحذر زوجات ضباط الجيش والشرطة المصريين من أن أزواجهن سوف يُقتلون، ومن لم يمت بالأمس سوف يموت فى الغد، وأن مصر لم يعد لها ظهير بعد عبدالله، هكذا صوّر له خياله المريض، ونسى أن أى سيدة أو زوجة مصرية إنما هى بعشرة رجال من أمثاله ممن يُحسبون ظلماً على الذكور. نسى هذا الندل الذى يتوعد بسقوط مصر أن المصريين على قلب رجل واحد خلف من اختاروه لقيادتهم، على استعداد لأن يجوعوا، ويعيشوا فى الظلام، ويرتعدوا من البرد، على ألا يعود يوم واحد من حكم الكهنوت والمرشد الذى خلصنا الله منه بعد أن وضع بذور الفتن والإرهاب والشر فى الأرض الطيبة لهذا الشعب الطيب، والتى نحاول أن نقتلعها الآن بكل ما أوتينا من قوة وعزم. أما من يصور له مرضه أن وفاة الملك عبدالله قد أزاحت الظهير القوى لحكم الرئيس السيسى فهو مسكين يستحق العلاج، فظهير السيسى الأول والأقوى الذى أكسبه الشرعية هو ذلك الشعب العظيم الذى وضعه فى موقع المسئولية، لكى يمسك بيده كى يخرجه من الهوة التى وضعنا فيها من سبقوه، والتأييد الذى يلقاه الرئيس من الدول العربية إنما هو تأييد استراتيجى، وليس مرتبطاً بأشخاص بعينهم، مع اعترافنا بما قدمه الملك عبدالله والإخوة العرب لمصر والمصريين خلال تلك الفترة، فالعرب جميعاً قد تكشف لهم حجم التهديدات التى تحيط بهم والمؤامرات التى تُحاك ضدهم، والتى كانت تسير عبر كل الدول العربية كالإعصار، وكان الإخوان جزءاً أساسياً فى تنفيذ هذا المخطط من أجل إعادة تشكيل شرق أوسط جديد لا يخدم إلا مصالح أمريكا وإسرائيل، وعندما كشفت مصر المؤامرة واستطاع شعبها وجيشها إحباطها، أدرك الإخوة فى السعودية ودول الخليج أن مصر هى عمود الخيمة الذى لو سقط، فسوف يسقط معه الجميع. وأخيراً.. كل ما أتمناه أن يعى من يسمون أنفسهم بالنخبة والمثقفين، وكذلك الإعلاميون، ما يُحاك لمصر من دسائس ومؤامرات، وألا ينساقوا وراء أشخاص لا يريدون خيراً لهذا الوطن، وألا يحاولوا النيل من الذين يتصدون بأجسادهم من أجل أن يدافعوا عنا من شرطة وجيش، وألا ينسوا أنهم قد فوضوا هذا الجيش العظيم والشرطة لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وقد كانوا ولا يزالون وسيظلون عند حسن الظن بهم، فلنقف وراءهم وندعمهم، وليُصدر الرئيس ما ينبغى إصداره من تشريعات حاسمة من أجل التصدى لهؤلاء الإرهابيين ومن يدعمونهم، فمصر لن تعود للوراء، ولن تركع أبداً. ورحم الله شهداء مصر الأبرار من الجيش والشرطة والمدنيين وألحقنا بهم فى الصالحين.