أعلنت وزارة الأوقاف المصرية عن موضوع خطبة الجمعة اليوم والذي يهتم المسلمون في مصر بها كونها تحمل عظة وحكمة ودروس مستفادة للسامعين، وفي هذا التقرير، توضح «الوطن» موضوع خطبة الجمعة اليوم وفقا لما نشرته وزارة الأوقاف، تحت عنوان «منزلة الشهداء عند ربهم». خطبة الجمعة اليوم وتبدأ خطبة الجمعة اليوم ب«الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ». وأضافت خطبة الجمعة اليوم «إنَّ للشهداءِ عندَ ربِّهِم (عزَّ وجلَّ) منزلةً عظيمةً، ومرتبةً ساميةً، بِمَا قدمُوه مِن تضحياتٍ فداءً للدينِ والوطنِ، فهُم وإنْ رحلُوا عن دنيانَا فإنَّ ذكراهُم خالدةٌ باقيةٌ، عرفانًا بجميلِهِم، وتقديرًا لبطولاتِهِم، كمَا أنَّهُم أحياءٌ عندَ ربِّهم (عزَّ وجلَّ) يرزقُونَ مِن فضلِهِ، ويكرمونَ بكرمِهِ الذي لا يُوصف، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: { يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللّه مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّه أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }، وعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ (رضي اللهُ عنهُمَا) قال: لقينِي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ لي يا جابرُ ما لِي أراكَ منكسرًا، قلتُ يا رسولَ اللهِ استُشهدَ أبِي، وتركَ عيالًا ودَيْنًا، قال أفلَا أبشرُكَ بما لقَي اللهُ بهِ أباكَ، قال قلتُ بلَى يا رسولَ اللهِ قال ما كلَّمُ اللهُ أحدًا قطُّ إلَّا مِن وراءِ حجابٍ، وأحيَا أباكَ فكلَّمَهُ كفاحًا، فقالَ يا عبدِي تمنَّ عليَّ أُعطِك، قالَ يا ربِّ تُحيينِي فأقتلَ فيكَ ثانيةً، قالَ الربُّ عزَّ وجلَّ إنَّهُ قد سبقَ منِّي أنَّهُم إليهَا لا يُرجعُون، قال وأُنزلَتْ هذه الآيةُ ولا تحسبنَّ الذين قُتلِوا في سبيلِ اللهِ أمواتًا بل أحياءٌ عندَ ربِّهم يُرزقُون}». وأوضحت خطبة الجمعة اليوم: «والشهداءُ هُم أرفعُ الناسِ مقامًا وأعلاهُم درجةً؛ لذلك كانوا في صحبةِ المنعمِين مِن النبيينَ والصديقينَ والصالحين، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا)؛ ذلك لأنَّهُم أصحابُ تجارةٍ رابحةٍ لا تبور، يقولُ سبحانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، كمَا أنَّ أجورَهُم عندَ اللهِ (جلَّ وعلا) في نماءٍ وازديادٍ إلى يومِ القيامةِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ على عَمَلِهِ إلّا الذي ماتَ مُرَابِطًا في سبيل الله، فإنَّهُ يُنمَي لَهُ عَمَلُهُ إلى يومِ القيامةِ)». موضوع خطبة الجمعة اليوم وأشارت خطبة الجمعة اليوم إلى أن الشهداءَ فارقَوا لذاتَ الحياةِ مختارين، وضحُّوا بأنفسِهِم في سبيلِ دينِهِم وأوطانِهِم مطمئنين، فإنَّ اللهَ (عزَّ وجلَّ) كرَّمَ أبدَانَهُم الزكيةَ فعافَاهَا مِن ألمِ الموتِ وسكرتِهِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا صلى الله عليه وسلم: (مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْلِ، إِلا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ القَرْصَةِ)، كمَا أبدَلَهُم ربُّهُم (جلَّ وعلَا) عن دورِهِم في الدنيا منازلَ في الجنةِ لا مثيلَ لهَا ولا أفضلَ منهَا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا صلى الله عليه وسلم: رأَيْتُ اللَّيْلَةَ رجُلين أتَياني، فَصعِدَا بِي الشَّجرةَ، فَأدْخَلانِي دَارًا هِي أحْسنُ وَأَفضَل، لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسنَ مِنْهَا)، ولمَّا سألَ صلى الله عليه وسلم عن تلكَ الدارِ لمَن؟ قيلَ لهُ: (أَمَّا هذِهِ الدَّارُ فَدارُ الشهداءِ)، كما جعلَ (سبحانَه وتعالَى) أرواحَهُم منعمةً منطلقةً تسرحُ في الجنانِ حيثُ شاءتْ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا صلى الله عليه وسلم: (لمَّا أصيبَ إخوانُكُم بأحَدٍ جعلَ اللَّهُ أرواحَهُم في جوفِ طيرٍ خُضرٍ، تردُ أنهارَ الجنَّةِ، تأكلُ من ثمارِها، وتأوي إلى قَناديلَ من ذَهَبٍ معلَّقةٍ في ظلِّ العَرشِ)، ويقولُ نبيُّنَا صلى الله عليه وسلم لأمِّ حارثةَ بنِ سراقةَ (رضي اللهُ عنها) حينمَا سألتْ عن مصيرِ حارثةَ (رضي اللهُ عنه)، وكان قد استُشهِدَ يومَ بدرٍ: (يا أُمَّ حارِثَةَ إنها جِنَانٌ في جنةٍ وإنَّ ابْنَكِ أصابَ الفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى). وتابعت خطبة الجمعة اليوم: «لا شكَّ أنَّ الشهداءَ نبتٌ طيبٌ، خرجَ مِن أصلٍ صالحٍ زكيٍّ، فقد ربَّتْهُم أسرُهُم على التضحيةِ والفداءِ صيانةً للدينِ والوطنِ والعرضِ؛ لذلكَ يُكافئُ اللهُ (عزَّ وجلَّ) أهلَهَم يومَ القيامةِ جزاءً على حسنِ تربيتِهِم وإعدادِهِم، حيثُ يقولُ نبيُّنَا صلى الله عليه وسلم: (يَشْفَعُ الشهيدُ في سبعينَ من أهلِ بيتِه)، على أنَّنَا نؤكدُ أنَّ الشهداءَ حقًّا هم النبلاءُ الذينَ عرفُوا الحقَّ، وأخلصُوا لهُ، ودافعُوا عنهُ، وضحُّوا مِن أجلهِ، فماتُوا دفاعًا عن دينِهِم وأرضِهِم وأعراضِهِم وأوطانِهِم، وأمنِهَا وأمانِهَا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا صلى الله عليه وسلم: («مَن قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فهو شَهيدٌ، ومَن قُتِلَ دُونَ أهْلِهِ، أو دُونَ دَمِهِ، أو دُونَ دِيْنِهِ فهو شَهيدٌ)؛ لذلك كانتْ أعمالُهُم وخطواتُهُم في سبيلِ الحقِّ مِن أفضلِ العباداتِ وأجلِّ القرباتِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ حَارِسٌ الحَرَسَ فِي أَرْضِ خَوْفٍ لَعَلَّهُ أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ)، ويقولُ صلى الله عليه وسلم: (عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ)، ويقولُ صلى الله عليه وسلم: (لغدوةٌ [السيرُ أوّلِ النهارِ] في سبيلِ اللهِ، أو روحةٌ [السيرُ مِن وقتِ الظهرِ إلى الليلِ]، خيرٌ مِن الدنيَا وما فيهَا، اللهم احفظْ بلادنَا مصرَ، وسائرَ بلادِ العالمين».