المعروف عن كل فصل من فصول العام طقوسه وتقاليده على مختلف الأصعدة، ومن ضمنها الطعام والشراب، وللشتاء العديد من الأطعمة التى يزداد عليها الطلب من المصريين تساعد على دفئهم مع انخفاض درجة الحرارة، وللشتاء أيضاً مأكولات بالإضافة إلى أنها تقلل الإحساس بالبرد فهى تمد الجسم بالطاقة، خاصة فى الأيام التى تتزامن مع موجات البرد الشديد وسقوط الأمطار لتمتلئ الشوارع بالعربات والباعة الجائلين الذين يعرضون أطعمة ومشروبات تقليدية وشعبية من المطبخ المصرى أهمها العدس وحمص الشام والبليلة. مصطفى السعيدى، 22 عاماً، مالك عربة حمص الشام على كوبرى عباس، يجد زبائنه من المارة الباحثين عن الدفء بعيداً عن أبواب المطاعم، مستغلين أسعاره المنافسة إلى حد ما، حيث يتراوح سعر الكوب بين 10 و15 جنيهاً. ويقول «مصطفى»، ل«الوطن»، إن أكواب حمص الشام أو (الحلبسة) تمزج بين المأكول والمشروب لأنها تحتوى على حساء ساخن، كما أنها من أشهر المشروبات التى يمكن تناولها على نهر النيل فى الشتاء، ويزداد الطلب عليها أكثر من جميع المشروبات والأكلات الأخرى، لذا يبدأ فى بيعها مع بداية انخفاض درجة الحرارة كل عام، وهى تقدم فى أكواب بلاستيكية أو أكواب من الزجاج متراصة على عربته مع التوابل الحارة، ويكثر الطلب عليها فى المساء من الباحثين عن نزهة أعلى كبارى القاهرة أو على ضفاف نهر النيل. «الحلبسة» أشهر المشروبات التي يمكن تناولها على نهر النيل أما محمد مرتضى، ابن مدينة سوهاج، 25 عاماً، بائع البليلة المتجول، فهو يجر عربته الخشبية فى شوارع القاهرة ومعه أصناف مختلفة من المكسرات، ويؤكد أن الأكلة المصنوعة من القمح الممزوج باللبن الساخن ويضاف إليهما السكر والزبيب، لها مذاق خاص فى الشتاء، ويحمل على عربته مكبر صوت صغيراً يخرج صوت أغنية ليلتف عليه الزبائن ولجذبهم من داخل منازلهم: «حلوة وجميلة البليلة.. حلوة البليلة بالحلويات»: «الناس فى أى منطقة بيعرفونى بالأغنية دى، زباينى كلهم بييجوا أول ما يسمعونى، وبالنسبة للطلب على البليلة معروف فى الشتا هى أكلة جميلة وبتدفى وكل الناس بتحبها صغير وكبير، وملهاش سعر معين على حسب الزبون عايز يشترى بكام، بس العلبة اللى بيتضاف لها لبن ومكسرات بيبدأ سعرها من 10 جنيه والسادة من 5 جنيه». تعتبر أكلة العدس من أهم طقوس الشتاء لدى المصريين، وهى من المأكولات الشعبية وأكثرها انتشاراً، وتحرص مؤسسة «التكية» الخيرية على تقديم الأكلة بشكل مجانى فى أغلب أيام الشتاء، وهى مبادرة أطلقتها المؤسسة منذ 7 سنوات بجهود ذاتية وتبرعات من قبَل أهالى الشرقية، بحسب نهلة محمد، من المسئولين بالمؤسسة، التى تؤكد أن هناك عربة تطوف فى المدينة وتحمل اسم (عربة الدفا)، فى إشارة إلى الأكلة التى تقلل الإحساس بالبرد، وتتحرك العربة بمناطق متفرقة داخل مدينة الزقازيق، وتستهدف جميع المارة بمن فيهم الفقراء والمحتاجون وذوو المرضى أمام المستشفيات، وتقوم بتوزيع ما يقارب ال500 علبة عدس كل مرة.